إيهاب مطر السياسي اللبناني الأسترالي يعمل من أجل لبنان أفضل رغم سخونة الحربإيهاب مطر عضو في البرلمان اللبناني، لكنه يريد توضيح أمر وهو أنه يعتبر نفسه أستراليًا بقدر ما هو لبناني. وإذ يُسأل أي متى انتقل من أستراليا الى لبنان يقول: “أنا أتردد الى أستراليا، ولدي عملي هناك”.
مطر، البالغ من العمر 43 عامًا، وُلِد في طرابلس، لبنان، ثاني أكبر مدينة في البلاد. بعد انتهاء الحرب الأهلية التي دامت 15 عامًا، انتقل إلى سيدني في عام 2000 لدراسة علوم الكمبيوتر، ثم انتقل إلى دراسة علوم الطب وأصبح مواطنًا أستراليًا.عندما كانت الانتخابات اللبنانية الأخيرة تقترب قبل ثلاث سنوات، كان مطر سعيدًا في سيدني مع زوجته وأطفاله، حيث كان يُدَرِّس علم التشريح في جامعة نيو ساوث ويلز ويُكمل دراسته للحصول على الدكتوراه.
يقول مطر عن حياته في منانجل Menangle في سيدني: “كانت حياتي مستقرة”، حيث كان يدير شركة إنشاءات ناجحة.كانت ثورة سياسية تهب في لبنان، الذي كان يعاني من من أشد الانهيارات الاقتصادية في التاريخ الحديث. انخفض الناتج المحلي الإجمالي للفرد في البلاد بنسبة 87% بين عامي 2019 و2021، وبلغ معدل التضخم 154%. واندلعت احتجاجات جماهيرية نتيجةً لذلك، مدفوعة جزئياً بقرار الحكومة محاولة فرض رسوم على مكالمات واتساب.قرر مطر العودة إلى لبنان والترشح للبرلمان من أجل مكافحة الفساد… “تعيش مرة واحدة، وإذا كان لبنان بحاجة إليّ يجب أن أكون هناك”.نظرًا للاستياء من الطبقة السياسية في البلاد، فإن حقيقة أنه قضى معظم حياته البالغة في أستراليا، ولم يشارك في السياسة من قبل كانت لصالحه.
يقول في مكتبه بطرابلس إن الناس أرادوا وجهًا جديدًا ودماء جديدة، شخصًا لا يرتبط بأي من الأحزاب السياسية الحالية. والناس هنا يحبون أستراليا، ويعتقدون أنها أفضل مكان على وجه الأرض.في أيار (مايو) 2022، أصبح واحدًا من 128 نائبًا في البرلمان اللبناني وأول لبناني أسترالي في البرلمان الوطني.بعد مرور عامين، أصبحت حالة لبنان أسوأ. فقد اضطر لبناني من كل خمسة لمغادرة منازلهم بسبب الغارات الجوية الإسرائيلية. وقُتل 2300 شخص في لبنان، منذ أن بدأت الجماعة المسلحة “حزب الله” وإسرائيل تبادل إطلاق الصواريخ قبل عام. وظلت المناطق الشمالية من البلاد، على عكس معاقل حزب الله في الجنوب والشرق، بمأمن إلى حد كبير من الغارات الجوية الإسرائيلية. لكن ذلك تغير يوم الاثنين عندما استهدفت إسرائيل مبنى في ايطو، على بعد 40 دقيقة بالسيارة من طرابلس، مما أسفر عن مقتل 21 شخصًا.الأثر الرئيسي على مدن مثل طرابلس، هو أن الأطفال حُرموا من التعليم، لأن مدارس البلاد تحولت إلى ملاجئ للنازحين بسبب القتال.في أجزاء من لبنان حيث يشكل الشيعة المسلمون الأغلبية، يعمل حزب الله كدولة داخل الدولة، حيث يدير المدارس والمستشفيات وغيرها من الخدمات الاجتماعية. يقول العديد من الذين تم تهجيرهم من منازلهم في الجنوب إنهم ما زالوا مخلصين لحزب الله ويدعمون ويساعدون حماس ضد إسرائيل في غزة.القصة مختلفة في طرابلس، حيث يشكل المسلمون السنة مثل مطر الأغلبية. قال إنه كان قرارًا رهيبا و مفجعا لحزب الله أن يطلق الصواريخ نحو شمال إسرائيل العام الماضي، وكثير من ناخبيه يسألونه: ما علاقة الحرب بنا؟ بينما يعارضون الحرب الإسرائيلية في غزة، فإنهم لا يريدون أن يتم سحبهم إلى الصراع.
يقول عن حزب الله: “لقد حاولوا منذ زمن طويل أن يحققوا اختراقًا هنا، لكنهم لم يُقبلوا أبدًا. ثمة مقاومة كبيرة ضدهم هنا في طرابلس، وأعتقد أن ذلك سيتزايد بعد ما يحدث الآن.”على الرغم من أن صفوف قيادات حزب الله تعرضت للتصفية وقدراته العسكرية قد تراجعت، يقول مطر: “حزب الله لن يختفي”. يأمل أن يتحول إلى حزب سياسي غير مسلح. وقد اعترف أن هذا سيكون صعبًا بينما يستمر حزب الله في تلقي التمويل من إيران. يريد أن يرى لبنان ينهي حالة الجمود التي استمرت لعامين وينتخب رئيسًا حتى تتمكن الحكومة من البدء في إعادة تأكيد نفسها والتوسط لإنهاء الحرب الحالية. مطر يبقى في لبنان الآن، آملًا أن يتمكن من لعب دور في توجيه البلاد نحو مستقبل أفضل.