
بقلم تيريزا كرم
بعد غياب طويل دام خمس سنوات، فاجأت مؤسسة “تلفزيون المستقبل” جمهورها بعودتها إلى الساحة الإعلامية. دون سابق إنذار ، و بتصريح من حسين الوجه المستشار الإعلامي للرئيس سعد الحريري ، عادت الحسابات الرسمية للمحطة على وسائل التواصل الاجتماعي إلى العمل، متزامنة مع بث الأخبار والتغطية المباشرة للأحداث المتعلقة بالتطورات المحلية والدولية ، لا سيّما في ظل الحرب الجارية.
هذه الخطوة تأتي في وقت تشهد فيه البلاد أحداثًا مصيرية، لتعبّر عن استمرارية مؤسسة لطالما كانت رمزًا للإعلام الوطني اللبناني.
في هذا السياق استطلع موقع “ديمقراطيا نيوز” آراء وشعور بعض الوجوه الإعلامية التي عملت في “المستقبل” لسنوات طويلة حول هذه العودة وأهميتها.
يؤكد منير الحافي لـ”ديمقراطيا نيوز” أن عودة حسابات “تلفزيون المستقبل” على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد انقطاع دام حوالي خمس سنوات، خطوة إيجابية و في الاتجاه الصحيح. و أوضح أن “جمهورًا واسعًا من اللبنانيين يقدر هذه المحطة اللبنانية-العربية التي أسسها الرئيس الشهيد رفيق الحريري في عام 1993، لتكون منبرًا وطنيًا ينقل صورة لبنان الإنماء والإعمار إلى العالم.”
ويضيف “عودة الحسابات اليوم تمثّل خطوة إعلامية مهمة، إذ تصبح أخبار المستقبل جزءًا من المشهد الإعلامي في وقت يمرّ فيه الوطن بتحديات كبيرة.” ويختم بقوله: “أتمنى أن تكون هذه الخطوة تمهيدًا لعودة كاملة لمؤسسة تلفزيون المستقبل إلى دورها الإعلامي، سواء في لبنان أو على الساحة العربية.”
من جهتها، أعربت الإعلامية لينا دوغان لـ”ديمقراطيا نيوز” عن سعادتها بعودة “تلفزيون المستقبل”، مشيرةً إلى أن هذه العودة ليست مصدر فرح لها وحدها بل لعدد كبير من الناس. وقالت: “تلقيت رسائل كثيرة من الجمهور تعبر عن سعادتهم بهذا الخبر، وهذا دليل على أن تلفزيون المستقبل ترك أثرًا كبيرًا لدى جميع اللبنانيين. المشاهد اللبناني يفتقد لهذا النوع من الإعلام، وهذا أمر مؤثر جدًا.” وتضيف “ما حصل هو بادرة أمل يحتاجها البلد في ظل الظروف الصعبة.”
بدوره يؤكد الإعلامي ميشال قزي لـ”ديمقراطيا نيوز”، أن “إعادة تفعيل حسابات “تلفزيون المستقبل” على وسائل التواصل الاجتماعي حدث بالغ الأهمية، قائلاً: “تلفزيون المستقبل يمثل الحنين والوجدان، وهو تاريخ بحد ذاته. نتمنى أن تستمر هذه الخطوة وتكتمل بعودة المحطة نفسها وليس فقط الحسابات.” ويتابع: “لقد كانت لحظة مؤثرة بالنسبة لي، فقد عشت أكثر من 25 سنة في تلفزيون المستقبل وبنيت مهنتي ومستقبلي هناك. هذه الذكريات تجمع العائلة والأصدقاء.” ويرى قزي أن كل من كان يتابع التلفزيون سابقًا سيعود لمتابعة حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي”.
أما الممثلة والمذيعة لمى لوند، فقد أعربت عن فرحتها الشديدة بعودة “تلفزيون المستقبل”، معتبرةً أن هذه المحطة كانت تمثل نموذجًا يحتذى به من حيث المذيعين والصورة والأداء، وكانت تقود التوجهات الإعلامية (trend) ويتابعها الناس من جميع أنحاء العالم. وتضيف : “من المؤسف أن تتوقف هذه المحطة.” وتؤكد على “أهمية الأرشيف الذي لا يزال محفوظًا، مشيرةً إلى أن عودة المحطة ستؤثر بشكل إيجابي على المشهد الإعلامي لما لها من نكهة خاصة.” و تختم بالقول: “ليس لدي شك في أنه إذا توافرت الإمكانيات المالية والدعم المطلوب، سيعود تلفزيون المستقبل كما كان. إنه أشبه بخروج من الإنعاش والعودة إلى الحياة من جديد.”
عودة “تلفزيون المستقبل” إلى الساحة الإعلامية يعيد الأمل لجمهوره ويؤكد على التزام المؤسسة بمواكبة الأحداث الكبرى التي تشهدها البلاد. ومع استئناف نشاطه، يعود الحديث عن إمكانية استعادة دوره الريادي في الإعلام اللبناني والعربي، في لحظة حاسمة تمر بها المنطقة.