بقلم هند هاني
مع بداية كل عام دراسي في المدارس المصرية بمختلف المراحل التعليمية يعاني أولياء الأمور من الأسعار المبالغ فيها و الباهظة جدًا الخاصة بالمستلزمات الدراسية والقرطاسية. أضف الى ذلك اجبار المدرسة أبناءهم شراء المستلزمات الخاصة بكل مدرّس وهم ليسوا في حاجة لشرائها وأغلبها لا يتم استعمالها خلال العام الدراسي بل فقط “للعرض و الزينة” !!..
لذا تطرح التساؤلات الآتية : لماذا يضطر الأهالي لدفع المصاريف الدراسية مرتين؟ ، و لماذا يتم استغلالهم بهذا الشكل البشع من أجل تعليم أبناءهم؟ ، و أين إختفى دور المدرّس الخلوق و القدوة؟، و ما السبب في عدم زرع و غرس القيم الحميدة في الطلاب؟ ، وهل غاب دور المدارس في الرقابة على الأساتذة ، مما أدى إلى إنحراف سلوك الطلاب فأفسدوا معه تربية الأسر المصرية؟..
للاطلاع على هذه القضية التعليمية الخطيرة أجرى “ديموقراطيا نيوز ” عدة لقاءات مع المسؤولين و أولياء الأمور لنعرف أين هي الحقيقة، وإلى أين وصل ملف التعليم في المدارس المصرية هذا العام؟..
يوضح المهندس محمد فؤاد الرشيدى وكيل أول وزارة التربية والتعليم بمحافظة أسوان، أن جميع المدارس بالمحافظة تقدم خدمة التخفيض أو الإعفاء من المصروفات المدرسية ، و هذا فقط ليس مقتصرًا على أسوان بل ينطبق أيضًا علي جميع محافظات جمهورية مصر العربية.
ويكشف ” الرشيدي” أن كل التعليمات التي تنص عليها القرارات الوزارية لابدّ أن تنفذ ، و توضع على نظام البريد المصري من الإعفاءات أو التخفيضات سواء للأيتام أو أبناء الشهداء و غيرهم ، و ترجع نسب التخفيض حسب القرار الوزاري.”
ويقول أن نسب الطلاب الذين قاموا بالتحويل من المدارس الخاصة أو التجريبية إلى الحكومية هذا العام اقتصر على الصف الأول الإبتدائي وبنسب ليست كبيرة ، لأن كثافة أعداد الطلاب مكتملة في جميع المدارس.
من جهته، يقول “ناصر سلامة” صاحب و مدير مدارس النيل غاردن للغات، و الصحوة للغات، وغرين سيتي الدولية؛ أن تكلفة المصاريف المدرسية لهذا العام تختلف حسب كل مرحلة تعليمية ، وتختلف أيضًا من مدرسة لأخرى بحسب مدخولها ومصروفها. فتبدأ من ٦ وصولا الى ٥٠ ألف جنيه مصري ، ويعود ذلك حسب التراخيص التي تخرج من المدرسة.
ويضيف ” سلامة” أن المدرسة تقدم خدمة التخفيض أو الإعفاء للمصروفات الدراسية في بعض الحالات الحرجة لمساعدة أولياء الأمور ، وتخفيف الأعباء المالية عليهم لأنه يوجد بالفعل لائحة الوزارة التي ينص عليها القانون الوزاري من المصروفات و تشير الى وجود فئات يتم إعفائها بنسبة تتراوح من 10٪ إلي 15٪ و هم أبناء الشهداء و الضباط و التربية و التعليم ، الأخوات ، و الأيتام. كما لإدارة المدرسة أيضًا دور في تقييم الموقف، ومن الممكن أن يكون لها تخفيض أقل او أكثر من هذه النسب وذلك حسب الحالة الإجتماعية المعروضة عليها.
أولياء الأمور يعانون من غلاء المستلزمات الدراسية و المصروفات المدرسية.
يقول وليّ أمر طالبة بالصف الخامس الإبتدائي بمدرسة طلعت حرب التجريبية المميزة للغات في الإسكندرية أن المصروفات المدرسية سعرها مناسب وهي ١٠٠٠ جنيهًا للسنة بأكملها، أما عن أسعار المستلزمات الدراسية فهي مرتفعة جدًا لهذا العام وخاصة عند بداية السنة الدراسية الجديدة، فسعر الكراسة ٤٠ ورقة وصل إلي ١٠ جنيهًا مصريًا، وقلم الجاف ٨ جنيهًا، حيث وصلنا إلى مرحلة الغلاء الفاحش ، و المكتبات اليوم تخزن هذه الأدوات الدراسية حتى يزداد قرب سعرها مع بداية كل عام دراسي جديد.
ويؤكد أن المستلزمات الدراسية في المكتبات ليست ثابتة و هي في حالة من عدم الإستقرار في الأسعار ، فكل مرة بسعر مختلف تمامًا يكون أغليدى من السعر الذي قبله ، و الكتب الخارجية أسعارها باهظة الثمن ، وهذا الوضع صعب جدًا ولا يقدر أن يتحمله أحد، و الشنط المدرسية إرتفع أسعارها و أصبح مبالغًا فيها و أيضًا الألوان و كل شئ يخص الدارسة، فأصبحت المكتبات فارغة بسبب بشاعة و جشع التجار . قديمًا كنّا نشتري “بالدستة”، أما اليوم “فالدستة” الواحدة التي تحتوي على ٤٠ ورقة و المتواجد بها ١٥ كرّاسة وصلت إلى ١٣٠ جنيهًا، فكيف للشعب المصري أن يأتي بكل هذه الأموال وسط الإستغلال وجشع التجار ؟؟..
و يضيف ” لديه شكوى من المدرسة، فهو يدفع لإبنته ثمن الكتب المدرسية في البريد المصري بمبلغ قدره ٣١٥ جنيهًا مصريًا وهذا المبلغ ليس ثابت ويزداد بالإضافة أنه لا يستلم هذه الكتب مطلقًا، فهو يدفع ثمنها وتعود الفائدة إلى المدرسة فقط ولا يستفيد منها مطلقًا ، ويلجأ إلى شرائها من الخارج بثمن آخر للمرة الثانية بملغ قدره ٥٠٠ جنيهًا للفصل الواحد فالسنة بأكلمها تكلّفه ١٠٠٠ جنيه بالإضافة إلي مصروفات البريد الأولي التي تزداد باستمرار!!..”
عدد آخر من أولياء الأمور أكدوا أنهم يعانون مع بداية كل عام دراسي من أسعار المستلزمات الدراسية لأنها في حالة غلاء مستمر ، و المكتبات تنتهزها فرصة لبيعها بسعر أغلى من سعرها في الأيام العادية.
ويشرحون ل “ديمقراطيا نيوز” : المدرسة الثانوية يطلبون مستلزمات دراسية بالإجبار و رغمًا عنهم وعلى أولادهم أن يقوموا بشرائها ، و بعض المدرسين لا يشعرون بما تمر به الأسر المصرية في ظلّ هذه الظروف الإقتصادية الصعبة فيطلبون بالإجبار مثلا لون جلاد محدّد لكل “كشكول” ، وأن تكون “الكراسة” أيضًا بشكل معين، وهنا يكون العقاب بالدرجات و تهديهم و تخويفهم، فيضطرون لشراء ما يطلبونه حتى لا يلحق أي أذى بأبنائهم و من أجل أن يمرّ العام الدراسي بسلام و دون أي مشاكل!!..
ويختم أولياء الامور شكاويهم بمشكلة زحمة الفصول المدرسية، فالمقعد المدرسي الواحد يجلس عليه ما يقرب ٦ أفراد في حين أن المفترض ان يكون الحد الأقصى ٢ فقط!..
و المدرسة نفسها فيها حالة من التكدس و هذا في حد ذاته سيئ جدًا، ولا يوجد رقابة على المدرسين أو الطلبة، مما أدى إلى أن الطلاب بدلًا من أن يذهبوا للتعليم والثقافة ، أصبحوا بالفعل يتلقون كل ما هو سيء وبعيد عن القيم والأخلاق التي تربى عليها المواطن المصري ، لذلك للأسف أضحت المدارس اليوم تفسد وتعيق عملية تربية أولياء الأمور لأبنائهم عوضًا ان تساعدهم عليها!..