
بقلم هند هاني– ديمقراطيا نيوز
أصبحنا اليوم في عصر الذكاء الاصطناعي الذي دخل في مختلف مجالات الحياة ، حتى وصل لحدود ان يحلّ مكان البشر ، فهو إختراع سريع التطور و كل يوم نشهد على الجديد من ابتكارات هذا الإبتكار..
ويعتقد البعض ان البشر أساؤوا إستخدامه ، واتجهوا من خلاله الى الطريق الخطأ ، ولم يأخذوا في اعتبارهم ان هذا الاختراع الخطير قادر على محوهم و سرقة بياناتهم والتجسس على تفاصيل حياتهم ، و قد يكون سببًا أيضًا في قيام الحروب بين الدول وهدم البشرية و كوكب الأرض لأنهم لم ينتبهوا أن لكل شئ أضرار و سلبيات يمكن أن تقلب حياتهم للأسوء والأخطر إذا لم يحسنوا إستخدامها وعرفوا جيدًا كيفية الإستخدام الصحيح والأفضل لها..
ورأينا أن هناك بالفعل أشخاص أقبلوا على الإنتحار و الموت بسبب هذا الذكاء الاصطناعي و قضوا على حياتهم بأنفسهم!!..
للاطلاع أكثر على هذا الابتكار الخطير الذي يولّد لنا اختراعات جديدة كل يوم أجرى “ديموقراطيا نيوز” حوارًا صحفيًا مع الدكتور المصري “وليد حجاج” خبير أمن المعلومات ومستشار الهيئة الاستشارية العليا لتكنولوجيا المعلومات والأمن السيبراني ، والملقب إعلاميًا ب”صائد الهاكرز” ، ليحدثنا عن مخاطر و سلبيات الذكاء الاصطناعي، و هل يمكنه أن يقلّل أو يلغي فرص الوظائف البشرية في جميع المجالات ويحلّ مكانها بالمستقبل القريب ، و ما هي أسوأ المخاطر التي يتنبأ بها، و ما تعليقه حول ما صنعه “إيلون ماسك” بتصنيعه روبوت برحم صناعي ، و هل سيقودنا الذكاء الإصطناعي نحو ثورة في الإنجاب؟.
يقول الدكتور حجاج ان الذكاء الاصطناعي يوفر فوائد كبيرة في مجالات عديدة مثل الطب و الصناعة، ولكنه يحمل مخاطر عدة ، ومن أبرزها فقدان الوظائف بسبب الأتمتة “Automation “، فالأتمتة؛ هي عملية تحويل المهام أو العمليات التي كانت تتم يدويًا إلى أنظمة آلية أو إلكترونية تقوم بتنفيذها بشكل مستقل دون الحاجة لتدخل بشري مباشر ، والهدف من الأتمتة هو تحسين الكفاءة و تقليل الأخطاء البشرية و زيادة الإنتاجية من خلال استخدام التكنولوجيا ، مثل الروبوتات أو البرمجيات أو الذكاء الاصطناعي ، وتُستخدم الأتمتة في مجالات متعددة مثل التصنيع ، حيث تقوم الآلات بأداء العمليات الإنتاجية، و في البرمجيات حيث يتم أتمتة المهام المتكررة مثل إرسال الرسائل الإلكترونية أو معالجة البيانات، في القطاعات الروتينية، والتمييز في الخوارزميات نتيجة للبيانات المتحيزة، كما يهدد الخصوصية والأمن السيبراني عبر تحليل كميات ضخمة من البيانات ، ويعزز الاعتماد على التكنولوجيا مما قد يقلل من قدرات البشر في اتخاذ القرارات، و أيضًا يثير استخدام الذكاء الاصطناعي في المجالات العسكرية مخاوف من فقدان السيطرة على الأسلحة ذاتية التشغيل، بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي الاعتماد المفرط على هذه الأنظمة إلى عزلة اجتماعية، وتدهور الصحة النفسية بسبب القلق والشعور بالوحدة.
و حول قدرة الذكاء الاصطناعي على الغاء فرص الوظائف البشرية يقول حجاج ” نعم، لأن الذكاء الاصطناعي يؤثر على سوق العمل من خلال أتمتة المهام الروتينية ، و تقليل الحاجة لبعض الوظائف ، بينما يزيد الطلب على المهارات التقنية ويخلق فرص عمل جديدة في مجالات متقدمة مثل تطوير التطبيقات و صيانة الأنظمة. كما يعزز من قدرات البشر في مجالات مثل الرعاية الصحية و التعليم بدلاً من استبدالهم، و أيضًا الوظائف التي تتطلب تفاعلًا إنسانيًا وإبداعًا لا تزال آمنة نسبيًا من الإحلال، ومن المهم تطوير المهارات باستمرار للتكيّف مع التغيّرات في سوق العمل.
اما عن خطورة Chat GPT و Snap Bot و My AI الذي أصبح قطاعًا كبيرًا من الناس يتحدثون معهم كصديق و حبيب فيشير استخدام نماذج الذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT و سناب بوت، My AI بشكل مفرط قد يؤدي إلى مخاطر تشمل العزلة الاجتماعية، و الاعتماد النفسي المفرط ، وصعوبة التمييز بين الواقع و العالم الافتراضي ، كما يمكن أن يؤثر ذلك على الخصوصية، و يزيد من احتمالات تلقي نصائح غير موثوقة بسبب التحيزات في البيانات، و هناك أيضاً تأثيرات سلبية محتملة على الصحة النفسية، خاصة بين الشباب و الأطفال الذين قد تتأثر مفاهيمهم الاجتماعية، و من المهم تعزيز الوعي و الاستخدام المتوازن لهذه التقنيات للحفاظ على التفاعل الإنساني و صحة الفرد النفسية و الاجتماعية.
و حول مخاطر الذكاء الاصطناعي يؤكد حجاج بأنه ” يشكل مخاطر كبيرة جدًا في الأمن السيبراني، مثل الهجمات الذكية التي تستهدف الأنظمة الأمنية، و استخدامه أيضًا في الهجمات الموجهة التي تستهدف الأفراد و المؤسسات بدقة، كما يزيد من تهديدات الخصوصية، و يفتح الباب لاستخدام الأنظمة الذاتية في الحروب، مما يهدد بالتصعيد و فقدان السيطرة، فالذكاء الاصطناعي يمكن أن يُستخدم أيضًا في التضليل الإعلامي لنشر الأخبار المزيفة في المستقبل ، و قد تشهد الحروب صراعات تكنولوجية تعتمد على الذكاء الاصطناعي ، مما يجعل الأمن السيبراني جزءًا أساسيًا من الصراعات العسكرية بين الدول.
و حول تطوير إيلون ماسك للرحم الصناعي باستخدام الذكاء الاصطناعي يشير حجاج الى انه قد يمثل خطوة كبيرة نحو تغيير طريقة الإنجاب ، و خصوصًا للأشخاص الذين يواجهون صعوبات في الحمل الطبيعي ، هذه التقنية يمكن أن تمنح الأمل لمن يعانون من مشاكل صحية أو وراثية تؤثر على الإنجاب، و مع ذلك يثير هذا التطور العديد من الأسئلة الأخلاقية ، مثل حقوق الجنين في بيئة صناعية، و كيفية التأثير على مفهوم الأسرة التقليدية، و هناك أيضًا قلق بشأن إمكانية التلاعب الچيني و زيادة الفجوات الاجتماعية بين من لديهم القدرة على الوصول لهذه التكنولوجيا و من لا يستطيعون ، كما سيكون للذكاء الاصطناعي دور أساسي في مراقبة صحة الجنين و تحليل البيانات البيولوجية ، مما يعزّز فرص الإنجاب الآمن و الصحي.
أما عن واقعة انتحار المراهق الأمريكي بسبب علاقته مع الذكاء الاصطناعي فيقول حجاج انها تسلّط الضوء على خطر الاعتماد العاطفي على التكنولوجيا، و خاصة بالنسبة للمراهقين الذين قد يطورون مشاعر ارتباط عاطفي مع أنظمة الذكاء الاصطناعي دون أن يدركوا الفرق بين الواقع و العلاقات الإنسانية الحقيقية ، و التفاعل المكثف مع هذه الأنظمة قد يؤدي إلى العزلة ، و تدهور الصحة النفسية، مثل الاكتئاب و الشعور بالوحدة، مما يجعل الأشخاص أكثر عرضة للأفكار السلبية و المشاكل العاطفية، و إذا استمر هذا الاتجاه في المستقبل ، قد نشهد زيادة في الحالات المماثلة ، و خصوصًا في ظل تطور الذكاء الاصطناعي بشكل أكبر في حياتنا اليومية ، و من الضروري أن نكون حذرين من تأثير الذكاء الاصطناعي على الشباب ، و أن نزيد من الوعي حول كيفية استخدام هذه التقنيات بشكل آمن، كما يجب تقديم دعم نفسي حقيقي في المجتمع ، و توجيه الأفراد للموازنة بين التفاعل مع التكنولوجيا و الحفاظ على العلاقات الاجتماعية الحقيقية، لضمان صحة نفسية سليمة.
ويؤكد حجاج بأنه لحماية أنفسنا و البشرية في عصر الذكاء الاصطناعي، يجب أن نكون واعين للأثر الكبير لهذه التقنيات على حياتنا اليومية، و يبدأ ذلك من تعزيز التعليم و التوعية الرقمية، بحيث يصبح الأفراد قادرين على التعامل مع الذكاء الاصطناعي بوعي و مسؤولية، كما يجب تطوير قوانين و تشريعات تحكم استخدام هذه التقنيات ، مع التركيز على حماية الخصوصية، ومنع الاستغلال السيء للبيانات الشخصية ، و التعاون الدولي بين الدول ضروري لضمان تطبيق معايير أخلاقية و حوكمة مشتركة في تطوير الذكاء الاصطناعي..
من جانب آخر، يجب أن نولي أهمية كبيرة لمراقبة تأثير الذكاء الاصطناعي على الصحة النفسية، والاقتصاد، و سوق العمل، و أن يتم استخدام هذه التكنولوجيا بشكل يضمن مصلحة الإنسان ، و أيضًا تعزيز الأمن السيبراني يمثل عنصرًا أساسيًا في هذا الصدد، مع الاستثمار في تقنيات الحماية لحفظ البيانات من الهجمات الإلكترونية المتزايدة ، كما أنه يجب أن نركز على البحث المستمر في الذكاء الاصطناعي المسؤول الآمن ، لضمان تطوره في اتجاه يعزز رفاهية البشرية و يقلّل من المخاطر المرتبطة به ، ومن الضروري إيجاد توازن بين الاستفادة من هذه التقنيات و تفادي تأثيراتها السلبية على العلاقات الاجتماعية و الإنسانية.