تحوّلت الى قضية رأي عام.. من المسؤول عن وفاة اللاعب محمد شوقي؟رئيس نادي “كفر الشيخ” يفجّر مفاجأة عبر “ديموقراطيا نيوز” و يتهم مراقب المباراة “بالكذب”!..

بقلم هند هاني

توفي اللاعب المصري ” محمد شوقي عبد العزيز إبراهيم” لاعب كرة القدم بنادي كفر الشيخ في الساعة الرابعة من صباح الثلاثاء ١٩ نوفمبر/تشرين الثاني بمستشفى الزرقا المركزي التابعة لمديرية الشؤون الصحية بدمياط، ولفظ أنفاسه الأخيرة على جهاز التنفس الصناعي داخل العناية المركزة، بعد ان جرى محاولة لإنعاش قلبه ، لكنه لم يستجب و فاضت روحه الطاهرة إلى بارئها.
بعد ان جرى استقباله بالمستشفى عقب توقف قلبه المفاجئ خلال مباراة لكرة القدم يوم الأربعاء ١٤ نوفمبر/ تشرين الثاني ، ولا يزال الرأي العام المصري ينتظر استجابة الجهات المسؤولة للبحث والإهتمام بهذه القضية الخطرة الذي راح ضحيتها شاب برئ في مقتبل العمر و لديه أسرة و أولاد صغار و أحلام وطموحات، لتعمل على محاكمة من أخطأ و أهمل ، و توقف هذه المهزلة التي تتكرر في ملاعبنا ، دون أي اهتمام من قبل الجهات الرياضية المسؤولة لحلّ مشكلات لاعبي الدرجات الثانية و الثالثة وغيرها ، حيث تقع الفاجعة ، تتحوّا الى قضية رأي عام و ضجة عالية في الاوساط الكروية ثم تتلاشى مع مرور الوقت !!..
للاطلاع على تفاصيل ومجريات هذه الواقعة التي أبكت الشعب المصري بأكمله أجرى “ديموقراطيا نيوز ” لقاءات صحفية متعددة مع أصحاب الشأن، لنعرف أين هي الحقيقة، وما هي أسباب توقف عضلة القلب المفاجئ للاعب، ومدى حقيقة عدم وجود سيارة اسعاف مجهزة داخل أرضية الملعب أخرت فس عملية انقاذ اللاعب شوقي، و النصائح و الإرشادات لتفادي الأزمات القلبية للرياضيين.

بداية، يكشف ” عبد الحميد مصطفى” رئيس نادي كفر الشيخ، أنه لم يتم الكشف على اللاعبين قبل بدء المباراة، لأن الكشف يكون في بداية العام فقط، وأن “حسين فتحي” مراقب مباراة القزازين وكفر الشيخ “كذب” ، وقال أن سيارة الإسعاف كانت مجهزة، و بحسب قوله لو كانت مجهزة ، لماذا لم يتم إسعاف اللاعب في الملعب ، و تم إسعافه في المستشفى؟!.. هذا أكبر دليل أن هذا الشخص لا يقول الحقيقة ، ونتيجة ما أدلى به. تم وقفه تمامًا عن العمل، ولن يعود مرة أخرى.
ويضيف : بخصوص أن طبيبا فريقا كفر الشيخ و القزازين تخصص علاج طبيعي فهذا في جميع أندية مصر بالفعل، وعندما نضطر للمفاضلة بين طبيب قلب و طبيب إصابات ملاعب ، فسنرى أننا بحاجة لطبيب إصابات الملاعب أكثر من أي تخصص. ومع ذلك فإن طبيب نادي كفر الشيخ مختصّ و تعامل مع حالة القلب بإحترافية عالية جدًا، لأنه يعمل مع الفريق منذ 20 عامًا، وأخذ دورات في كل شئ، و اللاعب بعد دقيقتين يكون من السهل إنقاذه ، ولكن بعد مرور 5 دقائق يكون الأمر صعب جدًا بل مستحيل.

وينفي مصطفى ان يكون اللاعب إبتلع لسانه ، بل توقف عضلة القلب فقط. و بشأن عدم الإهتمام بمباريات الدرجات الثانية و الثالثة فيعود ذلك إلى أن الإهتمام الكامل يكلّف مبالغ ضخمة ، فاللاعبين اليوم يأكلون و يصرفون على أنفسهم بصعوبة جدًا نظرًا لضآلة ما يأخذونه من أموال بسيطة، لا بل يوجد أندية ترسل لاعبيها دون ان توفر لهم الطعام. فلابد أولًا من توفير الأموال و النفقات و المرتبات العالية لهم، و عوضًا عن صرف المبالغ الخيالية على المدربين و الحكام الأجانب، لما لا يتم توفير هذه الأموال للدرجتين الثانية و الثالثة لتتحسن أمورهم للأفضل مثل فرق الدرجة الأولى أو أقله لا يكون الفرق شاسع بين مستوى الدرجات ، لأن ذلك لا شك سيؤثر سلبًا على مستوى الكرة المصرية.

و يؤكد ” مصطفى” أن نادي “كفر الشيخ” يتأكد في كل مباراة بوجود سيارات إسعاف مجهزة ، و لديه ما يثبت صحة حديثه ، اضافة الى تواجد طبيب مسعف و جهاز صدمات و أكسچين ، و هم يدفعون تكاليفها من صندوق النادي.

من جهته، يعلّق الناقد الرياضي المصري “أحمد درويش” على واقعة وفاة ” محمد شوقي” لاعب كفر الشيخ، أنها كارثة أليمة حدثت ضمن منظومة إهمال متواجدة ، حيث من المفترض أن يكون هناك كشف على اللاعبين قبل بداية أي موسم في جميع الدرجات التي تُلعب سواء درجة أولى أو درجة ثانية.. و لابد من متابعة دورية للاعبين..

ويضيف درويش : شاهدت الواقعة فرأيت أن سيارة الإسعاف وصلت بعد 3 دقائق من سقوط اللاعب على أرض الملعب ، و في معظم الأندية المصرية يوجد أطباء متخصصين في الإصابات العضلية للملاعب ، و هذا يرجع إلى اهمال النادي، فمن المفترض أن يكون هناك طبيب مختص و موجود في الجهاز الفني و ليس طبيب علاج طبيعي.

ويشدّد ” درويش ” بأنه من المهم جدًا أن نأخذ و نتعلّم من الدروس و العبر جرّاء وفاة اللاعب “أحمد رفعت” و اللاعب الذي قبله ، ويكون هناك إهتمام شديد بهذه القصة، ولكن للأسف المحزن أنهم يغضبون فقط وقت حصول الكارثة، و بعد ذلك يتم نسيان القضية فورًا. هنا يعود الدور إلى وزارة الشباب والرياضة المصرية قبل دور الاتحاد المصري لكرة القدم، فلا بدّ من أن تكون الوزارة ضامنة تمامًا أن جميع المباريات متوفر فيها سيارة إسعاف مجهزة و شاملة كل شيء، و وجود أيضًا جميع التأمينات الطبية، على أمل أن تتلاشى مثل هذه الوقائع المحزنة في المستقبل.

أسباب توقف عضلة القلب المفاجئ

يوضح الدكتور” جمال شعبان”، استشاري القلب و عميد معهد القلب الأسبق، أن الموت المفاجئ للاعبين الشباب الرياضيين يكون درامي و كارثي و عنيف لأنهم موجودين في دائرة الضوء، و لكن الأزمات القلبية للرياضيين تكون بنسب قليلة جدًا و هي حالة في 100 ألف رياضي بالسنة على مستوي العالم. يحدث ذلك في معظم الشباب الرياضيين تحت سن 35 ، و تكون الأسباب الرئيسية ، اعتلال في عضلة القلب أو اختلال كهربي في القلب. فمن الممكن ان يكون اعتلال عضلة القلب وراثي نتيجة تضخم قلبي وراثي، أو اعتلال تمددي نتيجة عدوى ڤيروسية صامتة، و لم يظهر لها أعراض ، او لم يتم تشخيصها من قبل. حدوث اختلال كهربي حاد يكون نتيجة اصطدام الكرة بالصدر ، أو التعرض لضربة شمس قوية ، أو نقص في ملح البوتاسيوم ، أو المغنيسيوم، أو جلطة في الشريان التاجي ، أو خلل وراثي في الشريان التاجي ، فالخلل الكهربي في القلب أكثر عرضة للرياضيين عن الأشخاص العاديين، لأنه يوجد لديهم نوع من التضخم في عضلة القلب الفزيولوجي، ويكون لديهم تعرّض أيضًا لمجهودات عنيفة و فقدان الأملاح مع الإجهاد الشديد و ضربات الشمس، لذلك قد يحدث لهم الموت المفاجئ في الملاعب ، وأيضًا المنشطات و العقاقير الذي يتم تناولها من قبل بعض اللاعبين و التي لا تكون تحت إشراف طبي قد تؤدي إلى توقف عضلة القلب المفاجئ.

النصائح والإرشادات لتفادي الأزمات القلبية للرياضيين

ويشير الى أن المتابعة الطبية والملف الصحي للرياضيين ، و خاصة ملف القلب حيوي جدًا، و لا بد أن يتم عمله بكل تفاصيله ، و الآن يوجد مراكز متخصصة في حالات قلب الرياضيين التي توجد في مستشفى وادي النيل التي تتعامل مع نادي ليفربول تحت اشراف الدكتور “حازم خميس” رئيس اللجنة العليا للرعاية الطبية للرياضيين ، ويوجد مراكز طبية متخصصة في فحص القلب الشامل و هذا مهم جدًا، و أيضًا اللاعب الذي لديه تاريخ وراثي في الأزمات القلبية سواء الأب أو الأم أو الأقارب من الدرجة الأولى، و توفوا بالموت المفاجئ في سن صغير قبل 55 عامًا لابد أن يكونوا تحت اشراف طبي لصيق، و يجب الإلتزام بفترات النوم الكافية ، و نظام التغذية السليمة و الارتواء بالماء والعصائر . في حال حدوث أي عارض او شكوى من قبل الرياضي لا بد أن يتابع حالته طبيًا، حتى لا تكرر مثل هذه الواقعةكما حدث فيما سبق مع اللاعب الراحل “محمد عبدالوهاب” نجم النادي الأهلي و منتخب مصر، والراحل “أحمد رفعت ” الذي تم إنقاذه ، ثم توفي بعدها، و الآن “محمد شوقي” .
يوجد العديد من اللاعبين في الأندية المغمورة ، و كلما كان الإنعاش القلبي والتدخل الطبي والنقل للعناية المركزة سريع، تكون فرصة التعافي أكثر فعامل الوقت مهم وحاسم.

و يختتم ” شعبان” : لا بدّ من الإهتمام بملف صحة قلوب الرياضيين أكثر من ذلك ، فالمصريين بصفة عامة، و الرئيس “عبد الفتاح السيسي ” قام بعمل المبادرة الرئاسية 100 مليون صحة، والذي نبهتنا عن أهمية الاكتشاف المبكر للضغط ، و السكر، و الوزن الزائد، و الدهون، و الكوليسترول. لذا ، يجب أن تبتعد الناس عن التدخين ، وتهتم بممارسة الأنشطة البدنية الحركية مثل المشي أو السباحة بما في ذلك الأشخاص العاديين ، لأنها وقاية ضرورية، و البعد عن المنشطات و المكملات الهرمونية و المخدرات التي تؤخذ دون إشراف طبي.

شارك المقال

WhatsApp
Facebook
Twitter
Email
Telegram
Print

مواضيع ذات صلة: