بقلم ديانا خداج
في البداية، انطلقت على انها حرب مساندة لغزة، فانتهت باتفاق بين الطرفين.
الحرب في غزة لم تتأثر، لا في اشتعال المعركة في لبنان ولا في انطفائها، والهدف الأساسي لم يتحقّق.
حرب قضت على قيادات الصف الاول في “حزب الله” و على رأسهم الأمين العام السابق حسن نصر الله، و على الكثير من قدراته العسكرية، كما قُتل وأصيب نتيجتها آلاف المدنيون.
الساعة الرابعة فجرا من يوم الاربعاء في السابع والعشرين من تشرين الثاني دخل اتفاق وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ، وسارع النازحون في مختلف المناطق للعودة إلى منازلهم، التي تحوّلت معظمها الى مجرّد ركام يحملون معهم فرحة النصر..
الاتفاق سيكون تحت وصاية دولية و بإشراف ألولايات المتحدة الأمريكية.
فهل فعلا انتصر “حزب الله” في حرب أدت إلى كل ما ذُكر؟ وأجبرته اخيرًا على تنفيذ القرار (1701) لطالما رفضه؟
و وقف النار الذي كان مرهونا بانتهاء الحرب في غزة اصبح بطيّ النسيان!!..
هل يمكن للبعض من رفع شعار الانتصار فوق نعش السيد حسن نصرالله وباقي القيادات ، و نعوش آلاف الشهداء الأبرياء الأطفال والنساء والشيوخ؟؟..
“ديموقراطيا نيوز” استطلعت آراء بعض النواب من مختلف الكتل السياسية، و كانت لهم آراء حول اتفاق و قف إطلاق النار و المستجدات الحاصلة.
عضو كتلة “الكتائب اللبنانية”، النائب سليم الصايغ يؤكد ان الاتفاق جيد كونه يوضح غاية القرار ١٧٠١ بنزع السلاح غير الشرعي، كما انه يضع آليات تنفيذية وملزمة للاحترام الكامل لكل مندرجات القرار، وذلك تحت إشراف دولي وبرئاسة اميركية.
اما عن الانتصار والانكسار يعتبر الصايغ ان السياسة تحدد ذلك وليس الميدان، حيث حققت إسرائيل نتائج امنية وعسكرية ادهشت العالم، وحزب الله اظهر قدرة مفاجئة على إيلام العدو، إلا ان الحسم جاء لمصلحة إسرائيل التي اخذت في الاتفاق ما لم تقدر عليه في الميدان، اي إخلاء الجنوب من اي بنية لحزب الله تمهيدا لنزع سلاحه، فضلا عن فصل الساحات وتقويض تاثير القوة الإيرانية في المنطقة.
أين لبنان الدولة و الشعب من كل ذلك؟ يقول الصايغ: “لا نريد انكسار اي طرف لبناني في هذه الحرب، ولا مشكلة اذا اعلن “حزب الله” انتصاره لاسباب تخصه، انما ما نحذر منه هو الاعتداد بهذا النصر المزعوم للارتداد على الساحة الداخلية.
تعلّمنا من الماضي دروسًا لا تنسى، وعمدنا إلى ربط النزاع معه علّنا ننقذ السلم على حساب الكرامة فخسرنا الاثنين السلم و الكرامة.”
ويختم: “بعد ركود العاصفة لا بد من التوجه بسرعة لاختيار رئيس يأخذ على عاتقه تنفيذ الاتفاق، كما والعودة إلى الدولة ومنطقها انطلاقًا من جنوب لبنان”.
أما عضو تكتل “الاعتدال الوطني” النائب وليد البعريني، فيعبّر عن أهمية دخول وقف اطلاق النار حيّز التنفيذ و انتهاء مسلسل الوحشية الاسرائيلية في لبنان، ويؤكد ان الاتفاق يضمن السيادة اللبنانية، فهذا الاهم بالنسبة لنا.
ويضيف “ما يهمنا هو انتصار لبنان وليس فريق معين، وذلك بتوحّد شعبه وقوة دولته وتفعيل حضور مؤسساتها.”
ويؤكد البعريني على العداء الدائم لاسرائيل وعدم المراهنة لا عليها ولا على اي طرف خارجي ضد اي فريق لبناني.
ويختم بالقول إن الكلمة المفتاح هي الدولة، وقيامها يبدأ بانتخاب رئيس يجمع اللبنانيين، و بتشكيل حكومة تطبق اتفاق الطائف، وتنهض بالمؤسسات وتضمن كل اللبنانيين وترعى شؤونهم وتحمي البلد وتنعش اقتصاده، وتكون هي صاحب الكلمة الفصل.
بدوره عضو كتلة “التنمية والتحرير”، النائب فادي علامة يؤكد ان اتفاق وقف إطلاق النار هو ما كان يسعى اليه لبنان في الستين يوم الاخيرة، والموقف اللبناني الرسمي طالما كان واضحًا برفضه للحرب ورغبته بتطبيق القرار 1701.
ويأمل علامة متابعة الآليات التطبيقية لهذا القرار، كما و دعم الجيش اللبناني لتمكّنه من تنفيذ مهامه بفاعلية بالتنسيق مع اليونيفيل.
علامة يشير الى أهمية انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة من اجل الاستحقاقات الأساسية، واهمها اعادة الإعمار، وبالتالي وجود مجلس نيابي يواكب ويشرّع كل ما هو مطلوب من اجل المواطنين الذين خسروا منازلهم وعملهم.
ويتمنى علامة ان يكون كل ذلك انطلاقة جديدة للبنان.
عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب فادي كرم يعتبر ان اتفاق وقف إطلاق النار أدى إلى فصل الساحات وإنهاء الحرب المدمرة التي نتجت عن إسناد غزة، وبالتالي الالتفات إلى بناء الدولة اللبنانية وتقوية سيادتها.
ويضيف “علينا التزام بتطبيق بنود الاتفاق بشكل جدي من أجل تعويض الشعب اللبناني عن المآسي والمعانات التي مر بها بسبب السياسات الخاطئة التي اعتمدها محور الممانعة.
ويؤكد كرم ان لا عودة لما كان سابقًا، فقد سقط مشروع حزب الله و محور الممانعة الذي دفعنا ثمن سيطرته على السلطة اللبنانية. فاليوم دخلنا في مرحلة جديدة للخروج من التأثيرات السلبية لهذا المحور، علينا بانقاذ البلد وإعادة بناء الشراكة من خلال الدولة اللبنانية.
النائب بولا يعقوبيان بدورها تمنّت لو تم تطبيق القرار 1701 قبل التورّط في هذه الحرب المدمّرة التي جرّت البعض إلى المصير البائس، فلا يجوز أن يبقى وطننا أداةً في صراعات الآخرين، ندفع فيها أثماناً باهظة.
وتقول “يوم انتهاء الحرب هو يوم مفصلي وتاريخي يضعنا أمام مسؤولية استخلاص العبر، فلا يمكن أن نستمر في دورة الحروب التي تتكرر كل عقدٍ من الزمن.
و تؤكد ان لبنان اليوم يقف أمام مفترق طرق، إما أن يسعى نحو بناء دولة تجمع أبنائها تحت مظلة القانون والمؤسسات، أو أن يبقى أسير الإنقسامات والصراعات التي تُجهض أي أمل بالنهوض.
كما اعتبرت انه من المعيب اعتبار ما حصل انتصارًا، وذلك من اجل ارواح الشهداء، ولمن تفاخر بالنصر قالت: هل تتحمّل انتصارًا آخر؟؟