طرابلس تنتظر أبناءها في السجون السورية مختار منطقة باب التبانة ل ” ديموقراطيا نيوز”: لا معلومات لدينا عن مصير السجناء

بقلم روعة الرفاعي

لم يكن يتوقع معاذ إبن منطقة أبي سمراء ولا سهيل حموي إبن منطقة شكا الخروج إلى الحرية بعد سنوات من المرارة والمعاناة داخل سجون النظام السوري، ولم يكن يتوقع الشعبان السوري و اللبناني سقوط النظام و خروج بشار الأسد تحت جنح الظلام بهذا الشكل السريع، مما شكّل صدمة إيجابية عبّرت عنها مدينة طرابلس بشكل ملفت عبر إحتفالات إستمرت عدة أيام.
أمّا لماذا طرابلس؟.. فلأنها عاشت الويلات في زمن الإحتلال السوري و مجزرة باب التبانة التي إرتكبها عناصر من الجيش السوري و سقط فيها ما لا يقل عن 600 شهيد لا تزال نارها تشتعل في قلوب الأهالي .

عكاوي فرحة تبلسم الآلام

فماذا يقول عربي عكاوي إبن الشهيد خليل عكاوي عن المجزرة ل ” ديموقراطيا نيوز”: ” طبعاً سقوط النظام السوري أدخل الفرحة لقلوبنا، هو بمثابة حلم تحوّل لحقيقة، منذ العام 1976 و نحن نعاني الظلم من هذا النظام ليس التبانة و طرابلس فحسب و إنما كل لبنان. بالنسبة لي أصبحت يتيمًا في عمر التسع سنوات والدتي باتت أرملة في عمر 27 سنة، إضافة إلى إخوتي، و هناك الكثير من الذين عانوا بسبب فقدان الأب و يومياً نكتشف أمورًا جديدة بسبب مجزرة باب التبانة و التي إرتكبها الجيش السوري”.
و يتابع:” ما يجري في سوريا نأمل أن ينعكس ايجابًا علينا، و الخلاف السياسي القائم بين من يؤيد النظام السوري و من يعارضه لا يجوز أن يتحوّل لعنف و إنما ينتهي ببناء الدولة التي نحلم بها منذ سنوات طويلة”.

ويرى عكاوي بأن مجازر النظام السوري لا تعد ولا تحصى في مدينة طرابلس و آخرها تفجير مسجدي التقوى والسلام، لكن نأمل فتح صفحة جديدة في سبيل بناء الوطن ، و يبقى الرهان على الدولة و الجيش و الأجهزة الأمنية التي تقوم بكل ما يلزم من أجل الحفاظ على الأمن والاستقرار.

500 سجين من الشمال

من جهته مختار منطقة باب التبانة جلال الحصني يقول:” أقوم بإحصاء أسماء السجناء في سوريا و هناك ما يقارب 500 سجينًا حتى الآن من ضمنهم مواطنون فلسطينيون وعناصر من الجيش اللبناني يتوزعون على سنوات طويلة بدءًا من العام 1979 وصولاً للعام 2020، و هناك سجناء من الباخرة التي غرقت في منطقة طرطوس منذ حوالي سنة و نصف حيث تمت معالجتهم فور إنقاذهم و من ثم سجنهم. لكن حتى الساعة لا معلومات لدينا عن حالة أو خروج أي منهم من داخل السجون”.

لا غرف تحت الأرض في صيدنايا

معاذ مرعب إبن منطقة أبي سمراء تحدث لموقع ” ديموقراطيا نيوز” فقال :” خرجت من سجن فلسطين بعدما قضيت 18 سنة متنقلاً بين السجون السورية، حيث تم إعتقالي في العام 2006 خلال عودتي من العراق بعدما سافرت اليه كصحافي إبان الغزو الأميركي ، و عملت على تقديم المساعدة في مجالات كثيرة ، و لدى عودتي تم إعتقالي من قبل أمن الدولة الفرع الداخلي و من ثم تم تحويلي إلى فرع فلسطين ، و بعد سلسلة من التحقيقات و التعذيب تم تحويلي إلى سجن صيدنايا الذي لم يكن وضعه في غاية الصعوبة كما بات منذ العام 2011 مع إندلاع الثورة السورية و حينها كنت قد إنتقلت إلى سجن فلسطين.
عايشت كل أنواع التعذيب و القهر و الذل و الشيء الوحيد الذي كان يصبّرني علاقتي بالله و لم نكن لنفكر كيف سنخرج من السجن وإنما متى نموت لينتهي هذا العذاب”.

ويتابع:” في كل الأحوال، و سواء جاوبنا خلال التحقيق أو لم نجاوب سنتعرّض للتعذيب و هذه سياسة متبعة ليعلم المجتمع أن كل من لا يرضخ للنظام سيكون حسابه عسيراً ، و خلال التحقيق لا يحق لنا التردد في الإجابة و إلا سيكون الضرب والعنف نصيبنا”.

و حول وجود غرف تحت الأرض في سجن صيدنايا يقول :” لا أظن هناك غرف لغاية العام 2011 حيث تم نقلي، و لا أعتقد تم البناء بعد ذلك، و أنا هنا أؤكد من خلال معرفتي بالسجن بشكل كبير”.

ويلفت معاذ الى أن “الشعائر الدينية كانت ممنوعة و الصلاة تتم فقط بأعيننا، و اذا ما حصل أن وجدوا إثنين يؤديان الصلاة مع بعضهما البعض تكون النتيجة العقاب و الضرب بإعتبار أنهما ينتميان الى “تنظيم”. طبعًا لم يكن أمامنا سوى التسليم بالأمر الواقع بإنتظار الموت و ما حصل معي كان بمثابة عودة للحياة لم أكن أتوقعها، لكن في النهاية أهنئ الشعب السوري على حريته و حريتنا و أقول بأن كل ما يثار حول هذا النظام المجرم حقيقة يجب تصديقها كوننا عايشنا و لمسنا و رأينا كيف يقتلون السجناء بشكل يومي و أحياناً يصاب السجين بالصدمة من كثرة الضرب و يبقى بلا أكل أو نوم حوالي ثلاثة أيام ليموت بعدها. الحمدلله أننا عدنا للحرية و لأهلنا و نتمنى تحرير كل السجناء اللبنانيين و السوريين”.

الحرية أغلى ما نملك

ابن منطقة شكا سهيل حموي قضى 32 عاماً في السجون السورية وبعد مرور 20 عاماً علم بأنّ إعتقاله أتى على خلفية إنتمائه لحزب القوات اللبنانية ويؤكد أحد جيرانه أن ” صحة سهيل جيدة لكن حالته النفسية متعبة و هو بحاجة للوقت بغية إستعادة عافيته”.

شارك المقال

WhatsApp
Facebook
Twitter
Email
Telegram
Print

مواضيع ذات صلة: