العقرب – ديموقراطيا نيوز
شهر قاس ، صعب، و شديد البؤس مرّ على محور “المقاومة و الممانعة” بدءًا من الضربات الإسرائيلية الموجعة التي تعرّضت لها البنية العسكرية و التنظيمية الخاصة ب “حزب الله” أدت الى استشهاد “سيّده” أمين عام الحزب حسن نصرالله و أغلبية القيادات و الكوادر العسكرية و التنظيمية ، وصولًا الى سقوط النظام السوري بسرعة زمنية قياسية لم يكن يتوقعها حتى أشدّ المتفائلين بإقتراب موعد رحيل بشار الأسد و “زمرته”!!..
شكّل الحدثان المهمّان نقطة تحوّل في الحياة السياسية الداخلية اللبنانية ، بدأت بعض الأطراف بتلمّسها و محاولة الإستفادة من نتائجها بسرعة لتترجمها على أرض الواقع من خلال تكريس خياراتها السياسية في تشكيل المؤسسات الدستورية من الإنتخابات الرئاسية الى اختيار رئيس الحكومة و تشكيل الحكومة العتيدة ..
ثمة من يؤكد ، ان ما جرى حقيقة الأمر و ان ألحق بمحور “المقاومة و الممانعة” خسارة موجعة و ضرر كبير ، الا أنه في نفس الوقت أكد عقم و فشل و هزيمة فكرية سياسية لدى المحور المقابل الذي لطالما خرج بالعراضات و أتحف اللبنانيين بقدراته الذاتية على المواجهة و كسر “حزب الله” و نزع سلاحه بالقوة وووو…
لكن علينا الإعتراف ان ما كان يدلي به هذا الفريق مجرّد وهم و بيع كلام “شعبوي” لأن القرار الحقيقي بهذا الموضوع ظهر فعليًّا أنه بيد القوى الإقليمية و الدولية حصرًا ..
المنتصر الوحيد من كل التطورات المحلية و الإقليمية التي حدثت مؤخرًا هو منطق “الإعتدال” بقيادة الرئيس سعد الحريري..
الحريري الذي كان يصرّ دائمًا على ان قرار إضعاف الحزب او إنهاء وجوده العسكري قرار إقليمي و دولي لا قدرة للبنان داخليًّا على تحمّل تداعياته و أعبائه فيما لو قَرّر أخذ الموضوع على عاتقه!..
اتهم بالجبن ، الخضوع ، الخنوع ، و الاستسلام، لكنه لم يتراجع عن مواقفه حتى و لو كان ذلك على حساب رصيده السياسي و الشعبيّ ، حفاظًا على وحدة البلد و استقراره و سلمه الأهليّ ، واستمر على هذا الخيار لحين مغادرته لبنان و تعليق عمله السياسي !!..
و ها هو اليوم يثبت صحة نظريته و نظرته للأحداث.. لذا ، لا يحق لأحد من الآن و صاعدًا “التبجّح” و اظهار “العنتريات” و “العراضات” الإعلامية و ابراز العضلات “الورقية” و المواجهات “الملحمية” ، بل الى التواضع و العودة الى العقل و المنطق و الحكمة و الهدوء و تصويب الخطاب بهدف تكريس الوحدة بين اللبنانيين.
نحن بحاجة الى خطاب وطني جامع يؤسس لمرحلة جديدة يحقق من خلالها الشعب اللبناني تطلعاته و أمانيه و أحلامه ..
لا يصمد لبنان و لا ينتصر الا بخطاب “الإعتدال” من جناحيه المسلم و المسيحي ، و من المؤكد ان الأمور لن تستقيم، في كل مرة أراد أي من الطرفين الإنقلاب على هذا المسار !..