يترقّب أحد كبار تجار السيراميك في لبنان الأحداث الجارية في غزة وقرى جنوب لبنان بقلق، ليس فقط لتأثّره بالمجازر التي ترتكب بحقّ الأطفال الفلسطينيين،
والأعمال الحربية جنوب لبنان، بل أيضاً بسبب تراجع أعماله منذ بداية المواجهات بنسبة تزيد عن 40 بالمئة، لدرجة أن المدير المالي لشركته أبلغه بنقص في السيولة يمنعه من صرف رواتب الموظفين عن شهر تشرين الثاني.
يقول لـ»نداء الوطن»:
«معظم زبائن «الجملة» لشركتنا هم في الجنوب، وهؤلاء لم يستطيعوا دفع أقساطهم للشركة للشهر الثاني على التوالي بسبب الشلل التام في القطاع التجاري هناك، ما انعكس سلباً علينا وعلى قدرتنا على تسديد مستحقاتنا للتجار في الخارج ولموظّفينا».
هذا التراجع في الأعمال طال أيضاً قطاع مطاعم الوجبات السريعة والتقليدية،
ويصف أحد مالكي هذه المطاعم في منطقة خلدة لـ»نداء الوطن» حال مؤسّسته بأنها «مثل اليويو، بمعنى أنه مع تصعيد الخطابات والأحداث في الجنوب يختفي الزبائن، وحين تتراجع يعود بعض الناس لارتياد المطاعم ولكن بشكل خجول».
البواب: خسائر القطاع التجاري 5 ملايين دولار يوميا
إذاً بعد مرور شهرين على اشتعال جبهة الجنوب بين «حزب الله» وإسرائيل (7 تشرين الأول الماضي)، بات التأثير ملموساً على كافة القطاعات الاقتصادية والإنتاجية في لبنان، أي التجارة والصناعة والزراعة والسياحة والخدمات،
وهذا ما يوافق عليه الخبير والاقتصادي الدكتور باسم البواب الذي يشرح لـ»نداء الوطن» أن» لبنان خسر في شهري المناوشات في الجنوب كثيراً من مردود النشاط الاقتصادي الذي سجّله منذ بداية العام 2023.
بمعنى أن هذا العام كان يمكن للاقتصاد أن يسجّل نموّاً إيجابياً بالمقارنة مع الـ2022 والذي كان صفراً بالمئة(بحسب أرقام البنك الدولي)،
لكن تداعيات المواجهات العسكرية التهمت كل النمو الذي حقّقه الاقتصاد حتى أيلول الماضي»، مستدركاً بالقول إن «الرهان هو الحركة الاقتصادية في كانون الأول الحالي أي شهر الأعياد للتقليل من نسبة الخسائر،
والتي بلغت على الصعيد التجاري فقط 5 ملايين دولار يومياً أي 300 مليون دولار حتى الآن، في حين أن كافة القطاعات تخسر يومياً ما بين 20 و25 مليون دولار، وذلك يعادل 1.5 مليار دولار خسائر منذ بداية أحداث غزة».
المصدر : باسمة عطوي- نداء الوطن