“أبو أمير” في “العميل”.. محمد ياغي وجه طرابلسي يتألق في سماء الدراما اللبنانية والعربية

بقلم جنى دبليز

هو الوجه المألوف في أبرز المسلسلات اللبنانية و العربية، صاحب الحضور الآسر والأداء المتقن. بفضل موهبته وأدواته الفنية، يبعث الحياة في شخصيات متنوعة تتغلغل بعمق في النسيج الدرامي. بأسلوبه السهل الممتنع، يترك بصمة واضحة في أدواره، بغض النظر عن مساحتها، مانحًا كل شخصية حقها الكامل.
وبفضل اجتهاده وتفانيه في مهنته، نجح في شق طريقه إلى قلوب اللبنانيين عامة، وأبناء طرابلس خاصة. إنه ابن البلد، محمد ياغي، الذي جسّد في أحدث أدواره شخصية “فواز ثابت” في مسلسل “العميل”، ليقدّم تجربة درامية جديدة تستحق الوقوف عندها.
في حوار خاص مع “ديمقراطيا نيوز”، نتعرف أكثر على رحلته في عالم التمثيل، و نغوص في تفاصيل هذه التجربة الفريدة.
يستهل ياغي حديثه بوصف تجربته في تصوير مسلسل “العميل” في تركيا، معتبرا إياها تجربة جميلة ومختلفة عن التصوير في لبنان، من حيث التنظيم وآلية التصوير. وفيما يتعلق بمشاركته مع نخبة من كبار الممثلين مثل يارا صيري، فادي صبيح، وأيمن زيدان، يقول: “تتميز هذه التجربة بوقار خاص، لا يعكس فقط حرفيتهم وخبرتهم الطويلة، بل أيضًا عاطفتي تجاههم. فهم نجوم نشأت وأنا أتابعهم على الشاشة الصغيرة.”
وأشاد بحرفية الممثل أيمن زيدان، قائلاً: “شعرت بإحاطته لي منذ أول مشهد جمعني به، حيث كسر الجليد بشخصيته الودودة وحرصه على التحضير الجيد معًا، من خلال القراءة المشتركة وإعطاء الملاحظات قبل التصوير بهدف إتقان المشهد.”
أما عن قواسم التشابه بينه وبين شخصية “فواز” التي أداها في المسلسل، أجاب: ” قطعا لا، فهو ذو طبيعة سيئة نتيجة عمله مع المافيا وتعاملاته القاسية مع أسرته، لكنني ألتقي معه في مبدأ التضحية وحماية الأسرة.”
وعند سؤاله عن توقعاته لنجاح العمل، صرّح قائلا: “كان طاقم العمل والشركة المنتجة واثقين من النجاح، لكونه أول مسلسل معرب من نوع الأكشن في العالم العربي، لكن ما فاق التوقعات هو تعلق الجمهور الكبير به.” وأوضح عن نجاح دوره: “لم أتوقع أن يترك دوري هذا الأثر لدى المشاهدين، حتى أن البعض بدأ يناديني بـ ‘أبو أمير’. تلقيت ردود فعل إيجابية رغم أن دوري كان بسيطا من حيث الحجم، لكنه كان محوريًا في سياق القصة.”
في الشق الثاني من الحوار، تناول ياغي دور المنصات الرقمية في صناعة الأعمال المرئية والمسموعة، خاصة منصة “شاهد” التابعة لمجموعة MBC. وقال: “سنحت لي فرصة خوض تجربة كبيرة في مسيرتي المهنية عبر مسلسل ‘من إلى’، الذي كان عملًا مشتركًا لبنانيًا سوريًا، حيث أديت دور البطولة فيه إلى جانب نجوم مثل قصي خولي وفادي أبو سمرا و فاليري أبو شقرا.”
كما أشار إلى أن “التطور الرقمي الذي نشهده الآن جعل من السهل الوصول إلى المحتوى من خلال الهواتف الذكية، حيث كانت متابعة المسلسلات تقتصر على شاشات التلفاز في السابق خلال الموسم الرمضاني.” وشدد ياغي على أن هذه المنصات عززت من جودة الأعمال والميزانيات المخصصة لها، وأسهمت في زيادة المنافسة وارتفاع الطلب على الإنتاج، مما يعود بالنفع على الطواقم العاملة في هذا المجال.
أما عن مشاريعه الحالية، كشف ياغي أنه في صدد تصوير مسلسل رمضاني بعنوان “سكرة الحب” من إنتاج ميديا هاوس وإخراج مروان بركات، ويشارك فيه عدد من النجوم مثل محمد الأحمد، رشا بلال، هيا مرعشلي، وسارة أبي كنعان. وأضاف أيضًا أنه بصدد تحضير مسرحية كوميدية اجتماعية، لكنها لم تبصر النور بعد بسبب الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان.
وفيما يتعلق بأهدافه المستقبلية، أكد ياغي رغبته في دخول الدراما المصرية والسورية، قائلا: “الدراما المصرية هي الأصل، من لم ينهل من معينها لم يروِ عطش روحه الفنية.” وأكد أنه يعمل جاهدا لتحقيق هذا الهدف. كما أضاف: “بالنسبة للإنتاج السوري الخالص، فهو يعتمد على خصوصيات معينة بسبب تعدد اللهجات، وأنا منفتح على أي عمل سوري إذا توفرت الفرصة وأتقنت اللكنة المطلوبة.”
وأشار ياغي إلى أنه ارتبط بصورة معينة في أدوار الشخصيات الأمنية عبر 8 أعمال، حتى أصبح يلقب بـ “سيدنا”، وقال: “كل شخصية قدمتها كانت تحمل أبعادا مختلفة، ففي ‘بارانويا’ كان الدور مليئا بالحركة، وفي ‘برقصة قمر’ كنت محللا يتبع خيوط القضية لحلها.” وأضاف أن هذه الصورة لم تكن في مصلحته كممثل، لذا قرر كسرها عبر انتقاله إلى الكوميديا من خلال مسلسلي “ذهب غالي” و”ترتيب خاص” في 2023، اللذين تم عرضهما على منصة برايم فيديو التابعة لأمازون.
أما بشأن مساهمة ومكانة الممثلين الطرابلسيين، أشار ياغي إلى أن “الموضوع معقد، فليس من الضروري دائمًا تصنيف الطرابلسيين في أدوار ثانوية. في الماضي، كان العديد من أبرز النجوم ينحدرون من طرابلس، مثل عبد الكريم مجذوب. أما في العصر الحديث، فهناك نجوم يتقلدون أدوارًا رئيسية مشرفة، مثل زميلي سلطان ديب في مسلسل “التحدي” مع الجوكر بسام كوسا . ومع ذلك، تبقى الفرص ضئيلة بسبب البعد الجغرافي الذي يحد من تواصلنا الاجتماعي، وهو ما تفرضه طبيعة المهنة من لقاءات متواصلة، مما يعوقنا عن التواجد في جميع الفعاليات. إضافة إلى كثرة النجوم في المجال، مما يصعب الحصول على فرص كثيرة. لا يجب أن نعتمد فقط على التسويق الذي تقدمه شركات الإنتاج، بل علينا أن نسعى لتسويق أنفسنا. بالنسبة لي، أختار الأدوار بناءً على حجمها وجودتها، وغالبًا ما أضع الجودة في المقام الأول.”

شارك المقال

WhatsApp
Facebook
Twitter
Email
Telegram
Print

مواضيع ذات صلة: