هل يتسبّب الحرمان العاطفي و “القسوة” و “الزنا” في تكوين شخصيّة القاتل ؟جمال فرويز يكشف ل”ديموقراطيا نيوز” عن السبب الرئيسي وراء جرائم “سفّاح الغربية”!

بقلم هند هاني – مصر

ينتظر المجرم “عبد ربه موسى”، والمعروف بـإسم “سفّاح الغربية”، انعقاد الدائرة الأولى بمحكمة جنايات المحلة، في بداية شهر يناير المقبل، للنطق بالحكم بإعدامه شنقًا، بعد اعترافاته الكاملة بقتل طفلة رضيعة عندما كان عمره 8 سنوات، و قتل أيضًا زوجته الحامل و دفنها على أساس أن الوفاة طبيعية، و قتل 4 سيدات بعد ممارسة علاقات غير أخلاقية معهن ثم خنقهن و يقوم بعد ذلك بالتخلص منهن عن طريق تقطيع الجثامين لأشلاء و إلقائها فى المجاري المائية !..
وللإطلاع أكثر على هذه القضية الشنيعة التي هزّت الشارع المصري و أذهلت عقول المصريين، أجرى” ديموقراطيا نيوز” حوارًا مع الطبيب العسكري المصري و أستاذ الطب النفسي بالقوات المسلحة “جمال فرويز”، ليكشف لنا عن السبب الرئيسي في تكوين شخصية “سفّاح النساء” القاتل منذ الصغر ؟، وعن الأسباب التي تسبّبت في تكوين هذا السفاح الخطير الذي يقتل السيدات فقط ؟، وهل والدته هي السبب الحقيقي في كل ما حدث له؟، و لماذا لا يوجد تغيّر في شخصية الإنسان بعد سن 14 عامًا ؟، وهل يولد الإنسان قاتلًا أم أن الحياة تصنع منه ذلك؟!..

يقول الدكتور ” فرويز” أن السبب الرئيسي في تكوين شخصية “سفاح النساء” تكوّن من خلال اتجاهين، الأول إما نتيجة تعرّضه لضغط نفسي شديد جدًا، و الثاني من خلال “التقليد” أي عندما يشاهد الشخص مشهدًا واقعيًا في الحياة ، أو من خلال أيضًا مشاهدته لفيلم في السينما أو التليفزيون أو المسلسلات ، وقام بتقليده، و يكون لديه في الأغلب “حرمان عاطفي”، و بالتالي يعوّض هذا الحرمان من خلال أذيّة الآخرين، وعندما يرى شخص سعيد أو أفضل منه ، فيبدأ على الفور بالانتقام منه!..

الأسباب التي تسبّبت في تكوين هذا السفاح الخطير

و يؤكد فرويز أن معاملة والدته القاسية كانت سببًا في تكوين هذا الوحش القاتل داخل، فالحرمان العاطفي أكثر شيء يتسبب في هذا الأمر، و يكون لديه دائمًا صفة البحث عن أي شيء يعوّض هذه العاطفة المنقوصة من خلال أذيّة الآخرين، أو يصاحب شخص أو يحب أحد، و كل فرد و نصيبه، يختلف عن الآخر. و من الممكن أن لا تنشأ شخصية هذا السفاح الذي لديه حرمان عاطفي في حال رأى أن أحدًا ما سوف يساعده و يخرجه من هذه القصة و يحبّبه في الحياة. لكن عندما يفتقد لذلك يتخذ في هذه الحالة “العنصر الإجرامي” كأول وسيلة له.
أما السبب في قتله السيدات فقط، فذلك يعود نتيجة قسوة و خيانة والدته لأبيه مع عمّه في علاقة غير شرعية مما جعله وحش كاره للنساء، و زرع بداخله رغبة شديدة في الانتقام منهن، و خصوصًا “فتيات الليل”. لذلك كان يركز عليهن للانتقام الشديد منهن، لأنه اعتبر أن والدته واحدة منهن.
عندما نرى أن جرائمه متجهة فقط ناحية السيدات، نعرف فورًا أن المشكلة التي لديه هي مع هذه الفئة تحديدًا، لأنه كاره لهن ، ومتعمد قتلهن بأبشع الطرق. كما نلاحظ أن الفئة العمرية للضحايا في الأغلب تكون قريبة من بعضها البعض. أما عن دوافعه لقتل طفلة رضيعة، فيظهر ذلك بإفادة المجرم أمام المحكمة حين أرجع السبب و اللوم على عائلته ، لأنه كان يرى الأهل يعاملون أبناءهم بطريقة جيدة، بعكس طريقة معاملة أهله له.

وأشار “فرويز” أن سبب قتله لزوجته الحامل على الرغم من اعترافه الكامل بأنها كانت طيبة و ملتزمة دينًيا و أخلاقيًا ، فيعود بسبب كرهه للمرأة بغض النظر عن صفتها أو صلة القرابة به إن كانت أخته، أمه، خطيبته، أو زوجته. فهو لديه إضطراب و ليس مرض، و الإضطراب لدى هذا السفاح يعني انه مسؤول عن تصرفاته ، و يعرف جيدًا ماذا يفعل ، و يكون على دراية كاملة بما يقوم به!..

التربية أساس تكوين شخصية الفرد بالسلب أو بالإيجاب

و يختم “الجينات الوراثية لها دور كبير جدًا في أن يولد الإنسان قاتلًا، و لكن العامل الرئيسي هو ” التربية”، فمن سن 4 سنوات إلى 14 عامًا تحديدًا تكون هذه الفترة الزمنية محرّك رئيسي لتصرفات الإنسان مدى الحياة، لأن الجينات الوراثية تعطي النشأة “البذرة”، و لكن التربية تدعم هذه البذرة أو تنهيها، و الخبرات الحياتية تنشّط هذه البذرة، لكن الأساس يعود في النهاية إلى التربية، فكلما كانت العلاقة إيجابية مع الأب و الأم ، كانت الصورة طيبة جدًا. و كلما كانت العلاقة سلبية تظهر في هذه الحالة جميع الإضطرابات!..

شارك المقال

WhatsApp
Facebook
Twitter
Email
Telegram
Print

مواضيع ذات صلة: