
بقلم روعة الرفاعي
تستمر قضية الأبنية الآيلة للسقوط في مدينة طرابلس القديمة في جذب انتباه المعنيين، حيث يشكل هذا الملف أولوية لبلدية طرابلس، التي تعمل على متابعته بشكل مستمر من خلال توجيه الإنذارات بهدف رفع المسؤولية عنها.
و قد عادت هذه القضية إلى الواجهة مع إخلاء مبنى حربا في منطقة التبانة، بجانب ملعب الجهاد، الذي يتهدده السقوط في أي لحظة.
المبنى الذي يضم عدداً من العائلات الطرابلسية تم إخلاؤه مؤخرًا، وتم نقل السكان إلى المعهد الفندقي في الميناء، الذي يعاني من اكتظاظ بسبب استضافته أيضًا لعائلات نازحة من الجنوب ومنطقة الضاحية الجنوبية.
هذا الوضع القاسي يعكس معاناة السكان في طرابلس، الذين أصبحوا لاجئين في مدينتهم، هربًا من خطر محدق يهدد حياتهم.
600 عقار مهدد بالسقوط في طرابلس
الوضع في طرابلس أصبح أكثر تعقيدًا، أكثر من 600 عقار في الأحياء الشعبية و الأسواق القديمة في المدينة مهددة بالسقوط، بينها حوالي 100 عقار بات قابلاً للإنهيار في أي لحظة. هذه المباني القديمة أصبحت تشكل تهديدًا مباشرًا على حياة السكان، إذ تتفاقم المخاوف بعد الزلزال الذي ضرب لبنان مؤخرًا، و أدى إلى تصاعد الوعي بخطورة الأبنية المتداعية.
و يبقى المواطن الطرابلسي حائرًا بين وعود الدولة التي لم تتحقق، وبين خطر يداهم حياته في أي لحظة. و بينما تتجه الأنظار إلى الجنوب ، يبقى أهل طرابلس يترقبون الأمل في تحرك رسمي يعيد لهم الأمل في منازلهم وأحيائهم.
الأهالي لمساعدتنا من قبل الدولة
أهالي مبنى حربا تحدثوا ل “ديموقراطيا نيوز” فماذا قالوا؟ .. رئيس جمعية “سعاة للتنمية الإجتماعية” شادي كنجو من سكان المبنى قال :” المبنى مؤلّف من بلوكين يحتويان على 48 شقة حوالي 350 شخص وضمنها الملجأ الذي تعود ملكيته ل عبد القادر الشيخ ودائماً ما تمتلئ بالمياه و نسعى لسحبها. و في العام 2017 قمنا بتأهيله، و بسبب الأوضاع الاقتصادية أوقفنا الأعمال، إلى أن وصلنا إلى ما نحن عليه اليوم بعدما شعر سكان إحدى الشقق بحدوث تصدعات وسماع أصوات فرقعة، مما دفعهم لإبلاغ البلدية التي سبق و وجهت الإنذارات بضرورة الإخلاء”.
محاسن الغول من سكان مبنى حربا قالت:” المبنى يتألف من ست طوابق و هناك أكثر من خمسين عائلة باتت اليوم مشردة بعدما تم إخراجها من مساكنها”.
و تابعت:” أقطن مع زوجي و والدته وأولادي وقد قصدنا المعهد الفندقي كمكان مؤقت لحين حلّ المشكلة و التي بالفعل لا نعرف حلولاً لها، و الأهم أن أولادي باتوا بلا مدارس بسبب عدم قدرتنا على تأمين المواصلات إلى مدارسهم في التبانة”.
و عن المبنى تقول:” تصدع بسبب تراكم المياه في الملاجئ فضلاً عن إضافة طوابق جديدة لا يمكن للمبنى تحملها”.
و ختمت:” نناشد ضرورة إنهاء القضية بأسرع وقت ممكن فنعود إلى منازلنا مع ضمان السلامة العامة”.
من جهتها زهراء خير الدين قالت:” هناك 52 عائلة و منذ فترة طويلة بدأ التفسخ بالجدران، فقمنا بمناشدة المعنيين في البلدية الى أن وقعت الكارثة منذ يومين و سمعت الأصوات في المبنى، فحضر الدفاع المدني و شرطة البلدية و القوى الأمنية و أخرجتنا بالقوة”.
و تابعت:” لا أناشد و لا أطلب بل هو واجب على كل نائب في المدينة الإهتمام بنا سيّما و أننا ننتخبهم بغية مساعدتنا و الوقوف إلى جانبنا وقت الشدة، أحمّل كامل المسؤولية للسياسيين الذين يغضون النظر عن مشاكلنا، القضية تحتاج للدعم المادي بغية ترميم المبنى”.
و أضافت:” إمتنعت عن الذهاب إلى الثانوية بسبب بعدها، وإن إضطررت فحتماً سأذهب سيراً على الأقدام كون والدي لا يستطيع تأمين المواصلات “.
الدكتور خليل : المعهد الفندقي
مدير المعهد الفندقي الدكتور خليل خليل قال ل” ديموقراطيا نيوز” :” إنطلاقاً من الواجب الوطني مع بداية العدوان الغاشم افتتح المعهد كمركز للإيواء و بعد إنتهاء أزمة الجنوب بقيت بعض العائلات التي تعيش في القرى الأمامية ، و مع إنهيار المبنى في الميناء إستقبلنا عدداً من العائلات.
و اليوم تم التواصل معي من قبل القائمقام ايمان الرافعي و رئيس بلدية طرابلس بهدف إستقبال الأهالي”.
و حول المساعدات يقول:” هناك تكافل بين الهيئة العليا للإغاثة و إدارة الكوارث أقلّه على صعيد الداتا و التي تُعطى للجهات المعنية بتقديم الخدمات ، و إن كان ما من شيء يحلّ محل السكن الشرعي إلا إننا نقوم بتقديم ما يلزم لأهلنا.
أستطيع القول بأن هناك 21 عائلة من منطقة التبانة و جمعية رواد التنمية تقدم الفطور و العشاء، فضلا عن جمعيات تقدم الدعم النفسي و بعض المساعدات الغذائية و مواد التنظيف إضافة إلى ادارة بيت الزكاة و الخيرات التي تساهم في تأمين وجبة الغذاء للموجودين”.
و ختم :” الدولة مطالبة كما الخيّرين في المدينة بالوقوف إلى جانبنا نظراً للعدد الهائل من الذين يحتاجون للمساعدة و نحن لن نتخلى عنهم و لو طالت المدة الزمنية “.
الدكتور يمق
رئيس بلدية طرابلس الدكتور رياض يمق قال في حديث خاص ل” ديموقراطيا نيوز”: ” بداية قمنا بكل الإجراءات القانونية من مصلحة الهندسة إلى اللجنة الهندسية في مجلس البلدية إلى نقابة المهندسين، واطلعنا على كل العقارات المهددة وأجرينا دراسات كاملة وطلبنا من الأهالي ترميم أبنيتهم، البعض منها أثري و البعض الآخر أبنية قديمة و قسم كبير جداً منها مخالف ، حتى إن البعض منها يقطنها أشخاص ليسوا من أصحابها ذلك أنه خلال الجولات القتالية تم التعويض على الأهالي الذين تركوا منازلهم ليلجأ اليها من يسكن فيها عنوة.”
و تابع:” الإحصائيات تشير إلى أكثر من 600 عقار بحاجة للترميم منهم حوالي 100 عقار مهدد بالسقوط، منهم عقار حربا في التبانة بجانب ملعب الجهاد وهو يضم 45 شقة سكنية، و المياه تملأ الملاجئ و أعمدتها باتت مهددة بالإنهيار، طلبنا من الأهالي الإخلاء و عمدت شركة المياه إلى قطع المياه و العمل على سحبها، و الشكر لمدير المعهد الفندقي الدكتور خليل الذي إستقبل الأهالي لكن هو إيواء مؤقت لحين ايجاد الحلول”.
و رداً على سؤال يقول:” بعد تواصلنا مع هيئة الإغاثة فإن الجواب أتى بأن مجلس الوزراء و الدولة مجتمعة ستهتم فقط بإعادة إعمار الجنوب و البقاع ، فأكدت على أن الكارثة في طرابلس قديمة و منذ سنوات نتابع الموضوع وليس بإمكان الأهالي الترميم و لا إمكانية للبلدية بعد الأزمة الإقتصادية تقديم الدعم هي فقط تقوم بالمراقبة ورفع الصوت أمام الجميع لتحمل مسؤولياته، قد يكون لنا مؤتمراً في طرابلس حول هذه الأبنية المهددة بحيث يمكننا تأمين المساعدات الداخلية او الخارجية للعقارات الأكثر تهديداً”.
و تابع:” بالنسبة لمبنى حربا الأهالي يتجاوبون بالرغم من أوضاعهم المادية الصعبة و يقومون بجمع الأموال، كما سنقوم كبلدية بمساعدتهم للحصول على المبالغ اللازمة لترميم تلك المباني”.