لبنان: تعقيدات سياسية وهدنة مشروطة في أجواء توترات مستمرة

لبنان: تعقيدات سياسية وهدنة مشروطة في أجواء توترات مستمرة

شهدت الساعات الأخيرة في لبنان، حالة من التوتر السياسي المتصاعد، حيث تركزت الاتصالات المكثفة لرئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، التي استمرت حتى ساعات متأخرة من ليل الأحد إلى الإثنين، حول مصير “هدنة الستين يوماً”. وفي محاولات متواصلة لتثبيت استقرار البلاد، وسط الاشتباكات المتجددة بين الجيش الإسرائيلي وأبناء القرى اللبنانية في الجنوب، أجرى عون اتصالات مع اللجنة الخماسية المكلفة مراقبة وقف إطلاق النار، كما تواصل مع قائد القيادة الوسطى الأميركية، مايكل إريك كوريلا.
ضمن الإطار المذكور، أكدت المصادر، أن الجانب الأميركي اقترح تمديد الهدنة حتى 3 آذار المقبل، وهو ما رفضه عون، ليتم الاتفاق على تمديدها لمدة 15 يوماً فقط، على أن يوافق الرئيس عون لاحقاً، على تمديد الهدنة حتى 18 شباط 2025، بعد طلب من الجانب الأميركي بإضافة ثلاثة أيام أخرى. إلا أن ما يميز هذا الإتفاق، هو تأكيد الرئيس عون على استعادة 16 أسيراً لبنانياً من إسرائيل، وهو ما يمثل خطوة مهمة في سياق العلاقات اللبنانية-الإسرائيلية.
في هذه الأثناء، شهدت الأوضاع الداخلية توترات جديدة، خاصة بين رئيس الحكومة المكلف نواف سلام ورئيس مجلس النواب نبيه بري. علاوة على ذلك، عقب تصريحات ميقاتي حول ضرورة استمرار “تفاهم وقف إطلاق النار” حتى 18 شباط، ردّ بري محذراً من استمرار الخروقات العسكرية الإسرائيلية، مشدداً، على أهمية ضمان عودة الأسرى. كما ظهرت مؤشرات على تصاعد الخلافات بين المكونات السياسية اللبنانية بشأن الحقائب الوزارية، لاسيما في ما يتعلق بوزارة المال.
في إطار هذه التوترات السياسية، أُثيرت شكوك حول تدخل “حزب الله” في شوارع بيروت عبر رفع أعلام طائفية استفزازية، وهو ما اعتبرته مصادر سياسية رسالة مباشرة للرئيس عون ورئيس الحكومة المكلف، مفادها أن التفاوض السياسي في لبنان قد يواجه تعقيدات أكبر في ظل هذه التحركات الشعبية.
أخيراً، علمت مصادر تابعة لشبكة “نداء الوطن”، بأن الرئيس المكلف أرسل رسالة إلى الرئيس بري تعكس استياءه من محاولات فرض الخيارات السياسية بالقوة، معتبراً أن عدم الإستقرار في الشارع قد يشكل تهديدًا للأمن الداخلي في لبنان.

المصدر: جويس عقيقي- نداء الوطن

شارك المقال

WhatsApp
Facebook
Twitter
Email
Telegram
Print

مواضيع ذات صلة: