سقطات”النقيب”التلفزيونية.. ونقابة”الصمود والتصدي”!

العقرب- ديموقراطيا

أطلّ نقيب احدى القطاعات السياحية الحيوية في لبنان في حلقة تلفزيونية سياحية بامتياز خصّصت لتشجيع الموسم السياحي في فترة الأعياد والتسويق لإحتفالات الميلاد في المناطق، والعروضات المقدمة من المطاعم والمقاهي والأسعار التشجيعية، اضافة لعرض أهم حفلات رأس السنة التي ستقام في لبنان هذا العام.

وكان لابدّ من التطرّق خلال الحلقة طبعًا الى الواقع السياحي الذي برأي “النقيب” وخصوصًا في قطاع المطاعم خسر كثيرًا نتيجة “عدوان غزة” وامتداده الى الجنوب اللبناني، ما يعني غياب الاستقرار الأمني ومعه تردّد المغترب اللبناني او السائح العربي و الأجنبي من القدوم الى لبنان وتمضية اجازة الأعياد.

وبرأي “النقيب العتيد”، فإن كل الأرباح التي تحققت لهذا القطاع في فصل الصيف – طبعًا نتيجة الأسعار الجنونية التي فاقت في بعض الأحيان العقل والمنطق- والتي كان يعوّل عليها مع فترة الأعياد لتعويض خسائر الأعوام الماضية ذهبت “أدراج الرياح” بفعل الأزمة الحالية.

لكن فجأة أعلن “النقيب” عن افتتاح عشرات المطاعم “درجة أولى” خلال الأيام القليلة المقبلة تحمل أسماء وعلامات تجارية رائدة في بيروت وسائر المناطق اللبنانية تحت عنوان “الصمود والتصدي” !!..

فهل أصحاب هذه المطاعم تهوى تكبّد الخسائر في ظلّ الحجوزات المتدنية في فترة الأعياد؟ ونسبة أشغال لا تتجاوز ٢٠ او ٣٠% بشكل عام من أجل الوطن وسمعته السياحية؟. وان كان هذا الكلام صحيح فلماذا الانتظار لغاية اليوم للقيام بهذا الواجب المشرّف؟؟.. يسأل المواطن اللبناني..

ومن ثم ما هو الرقم المعقول الذي يجب ان يدخل جيوب أصحاب المطاعم والمقاهي والملاهي حتى يشعروا بنشوة الأرباح؟

ام ان معدلات الأرباح عند أصحاب الهمم السياحية اللبنانية يجب ان تتخطى المنطق حتى تستحق ان تنال رضى “النقيب”!!..

ولم تنتهِ سقطات “النقيب” التلفزيونية عند هذا الحدّ بل صديقنا أراد ان يصنّف المطاعم بين “ابناء ست وابناء جارية”..

كيف؟

أثناء الحوار الاعلامي جرى التطرّق الى موضوع اغلاق المطاعم والمقاهي وبنسب مرتفعة نتيجة الضرائب والرسوم التي فرضتها الدولة اللبنانية عليهم في عزّ الأزمات السياسية والأمنية.

لكن فجأة ومن دون مقدّمات أيضًا أكد “النقيب” ان ما حصل كان ايجابيًا، فبرأيه جرت تصفية القطاع، ولم يبقَ فيه، الا من هم جديرون في سلوك طريق “الصمود والتصدي”، اما البقيّة فلا لزوم لهم!!

فهل من المفترض يا سعادة “النقيب” ان تكون مطاعم لبنان كلها من درجة “سلطان” وما فوق حتى يستحق أصحابها الحياة والاستمرار في هذا القطاع؟

سعاد “النقيب”.. كلمة من القلب.. القطاع السياحي ومعه طبعًا “قطاعكم الزاهر”، لن يستقيم ولن يتطور في لبنان طالما استمرت لوائح الأسعار على حالها.. لا خطة، ولا استراتيجية، ولا افق.. مجرّد البحث عن أرباحٍ سريعة وخيالية!..

مطاعمنا ومقاهينا وملاهينا الأغلى والأعلى اسعارًا في المنطقة.. ما جرى في موسم الصيف المنصرم كُفر وظلم وافتراء على الناس!..

لكن أصحاب النفوذ السياحي اختاروا نوعية زبائنهم وقالوا في صالوناتهم الخاصة “لانريد الا ١٠ او حتى ٥ % من الناس..” بمعنى المغتربين وأصحاب طبقة اجتماعية معينة!..

سعادة “النقيب” هذه النِسبة لا تفعّل السياحة الوطنية ولا تطورها، هي فقط تسدّ حاجة من نذروا أنفسهم للقيام بواجب “الصمود والتصدي”.. وانت “نقيبهم” !!..

شارك المقال

WhatsApp
Facebook
Twitter
Email
Telegram
Print

مواضيع ذات صلة:

Scroll to Top