
يبدو أن تأخير تشكيل الحكومة اللبنانية لا يزعج بعض القوى السياسية، إذ يعتبرونه وسيلة للحدّ من انطلاقة العهد الجديد بقوّة. كما أن توزيع الحقائب الوزارية على أسس غير متوازنة، يساهم في استمرار التعطيل، مما يزيد من حدّة تعقيد المشهد السياسي في البلاد.
ضمن الإطار المذكور، وحسب معلومات موقع ” أم تي في “، حول موضوع تشكيل الحكومة اللبنانية برئاسة نواف سلام، تتلخص في استمرار التواصل بين رئيس الحكومة المكلّف و”الثنائي الشيعي”، وآخر الاجتماعات عُقد في منزل سلام. إذ، يصرّ سلام على أن يتولى وزارة الصحة طبيب من مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت، طالباً من “حزب الله” اختيار اسم من المستشفى حصراً. كما ستحظى الجامعة الأميركية بأكثر من وزير من أساتذتها، نظراً لحرص سلام على هذا التوجه.
في المقابل، وفيما يخص تمثيل القوى السنية، سيقدّم سلام تنازلات جزئية لإرضاء القوى السنية البارزة، خصوصاً كتلتي “الإعتدال” و”التوافق الوطني”. وقد طرح تكتل الاعتدال خمسة أسماء لوزارتي الأشغال والزراعة، ومن المتوقع منح حقيبة الزراعة لممثل عنه، بينما حُسمت وزارة الأشغال للقاء الديمقراطي، ويرجّح أن يتولاها فايز رسامني، الذي يملك علاقات جيّدة مع مختلف القوى الدرزية.
من ناحية أخرى، فيما يتعلق بوزارة المال، طلب سلام من “الثنائي الشيعي” اقتراح اسم جديد بدلاً من ياسين جابر، لكن رئيس مجلس النواب نبيه بري أصرّ عليه، وهذا ما يعكس استمرار التجاذب حول هذه الحقيبة السيادية. كذلك، إن الأسماء المتداولة في الإعلام حول وزراء “الثنائي” غير دقيقة، وسيتم الكشف عن الأسماء الحقيقية عند ولادة الحكومة.
من ناحية أخرى، يستمر التواصل بين سلام وممثل “القوات اللبنانية” إيلي براغيد، إلاّ أنه لم يتم التوصل إلى اتفاق بعد، بسبب رفض سلام تلبية معظم طلبات “القوات”، الأمر الذي يعكس عمق الخلافات بين الجانبين. في المقابل، تؤكد مصادر “الثنائي” أنه هناك توافقاً مع سلام على معظم القضايا، وأن توزيع الحقائب متروك له دون اعتراض.
ضمن السايق نفسه، من المستبعد تشكيل الحكومة هذا الأسبوع، إذ من المنتظر أن يلعب الموفد السعودي الأمير يزيد بن فرحان، دوراً في حلحلة العقد عند عودته إلى لبنان مطلع الأسبوع المقبل. في ظل هذه التطورات، يواجه سلام ضغوطاً من بعض القوى السياسية، إلى جانب ضغوط من مقرّبين منه يطالبونه بعدم تقديم تنازلات كبيرة، ما يزيد من صعوبة التوصل إلى توافق نهائي.
وأخيراً، يبقى تشكيل الحكومة اللبنانية رهن التوافقات السياسية المحلية والإقليمية، في ظل استمرار التباينات حول توزيع الحقائب الوزارية. ومع ترقب دور الموفد السعودي، تبقى الأنظار موجهة إلى ما سيحمله الأسبوع المقبل من تطورات حاسمة قد تسرّع أو تؤجل ولادة الحكومة المرتقبة.
المصدر: Mtv، داني حداد