
كشف مصدر سياسي لبناني مطلع على الإتصالات التي جرت برعاية رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، حول تمديد الهدنة مع إسرائيل، بأن تصريح أمين عام “حزب الله”، الشيخ نعيم قاسم، بعدم اكتراث الحزب بقرار التمديد قد أثار تساؤلات كبيرة. فقد اعتبر البعض، أن تصريح قاسم كان من الأفضل أن يتم تأجيله لتجنب تصعيد الأمور، وتصوير موقف الحزب وكأنه يختلف عن الموقف الرسمي اللبناني، خاصة في ظل دعم رئيس المجلس النيابي نبيه بري للهدنة. وتضمن قرار التمديد ضمانة أميركية تتعلق بوقف الانتهاكات الإسرائيلية على الحدود اللبنانية.
من جانب آخر، يلاحظ المصدر السياسي أن “حزب الله” يتبع سياسة لا تعارض الإتفاق الذي رعته الولايات المتحدة، رغم أن إسرائيل خرقت الهدنة في عدة مناسبات. ومع ذلك، لم يتسبب ذلك في تصعيد مباشر مع إسرائيل، بل حاول الحزب الحفاظ على توازن داخلي، في وقت كانت فيه البلاد تواجه تحديات كبيرة على الصعيدين السياسي والاقتصادي.
الهدنة بين التماسك السياسي والانقسامات الداخلية
تصاعدت الضغوطات السياسية على “حزب الله”، الذي يُفترض أن يكون قد خرج منتصراً من المواجهة مع إسرائيل، رغم الخروقات التي حدثت. ويعكس الحزب من خلال موقفه هذا، حرصه على تجنب تصعيد الموقف العسكري، وعدم الانزلاق إلى مواجهة جديدة تؤثر على الوضع الداخلي. ضمن السياق نفسه، يرى المصدر أن الحزب لا يسعى إلى الدخول في مواجهة عسكرية إضافية، بل يحاول الحفاظ على حالة الاستنفار الشعبي من خلال خطاب سياسي يبتعد عن التطرف.
المرحلة السياسية المقبلة والتغييرات الإقليمية
يشير المصدر إلى أن “حزب الله” يمر بمرحلة سياسية انتقالية بعد الاغتيالات التي طالت عدداً من قيادييه، وهو يسعى إلى التكيف مع الواقع الجديد في المنطقة. ويرتبط ذلك بتطبيق القرار 1701، الذي يتطلب التزاماً صارماً من قبل جميع الأطراف اللبنانية، بما في ذلك الحزب، بالحفاظ على الاستقرار والحد من الأنشطة العسكرية غير الشرعية على الأراضي اللبنانية.
الخطاب السياسي ومواجهة التحديات الداخلية والخارجية
في ظل التحديات السياسية والعسكرية، يرى مراقبون أن “حزب الله” يواجه صعوبة في تبرير مواقفه أمام حاضنته الشعبية.إذ، تشير تحركاته السياسية إلى انقسامات داخلية، خاصة بعد تصعيده في وقت حساس. كما أن تحركات مسيرات الدراجات النارية في بيروت، أثارت ردود فعل دبلوماسية سلبية من دول غربية وعربية، حيث اعتُبرت تهديدًا للسلام الأهلي في لبنان.
وأخيراً، يتطلب الوضع الراهن في لبنان من “حزب الله” التعامل مع المواقف الداخلية والخارجية بحذر شديد، خاصة في ظل تطبيق القرار 1701 والإجماع اللبناني والعربي والدولي على ضرورة الالتزام به. مع استمرار الضغوطات السياسية والعسكرية، يبقى الحزب في موقف صعب بين الحفاظ على تماسكه السياسي وموازنة علاقاته مع حلفائه في الداخل والخارج.
المصدر: الشرق الأوسط، محمد شقير