
أعلنت “مؤسسة القرض الحسن”، الذرع المالي لـ”حزب الله”، عن تعليق دفع التعويضات الخاصة بإيواء النازحين، وترميم المنازل المتضررة جراء الحرب، حتى العاشر من فبراير المقبل، مبررة هذا القرار بـ”أسباب تقنية”. إلا أن العديد من المتابعين، يربطون القرار بأزمة مالية يعاني منها “حزب الله”، والناتجة عن الأضرار الكبيرة، التي لحقت بمقرّات المؤسسة بسبب القصف الإسرائيلي، مما جعلها تواجه صعوبة في الوفاء بالتزاماتها المالية.
ما هي أسباب القرار؟
تشير المصادر المقربة من حزب الله، إلى أن السبب الرئيسي وراء تعليق دفع التعويضات، هو النقص الحاد في السيولة، وعدم القدرة على تأمين الأموال اللازمة لتغطية تعويضات الإيجارات والترميمات التي كانت قد وعد بها الحزب لمؤيديه. وأوضح المصدر أن “حزب الله”، كان قد وعد بتقديم المساعدات على مدار عام كامل، لكن الأضرار الناجمة عن الحرب وتداعياتها تفوق قدرة الحزب المالية.
المساعدات الإيرانية وتأثيرها
بعد دخول قرار وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، كان من المتوقع أن تساهم إيران في دعم الحزب بمبالغ مالية كبيرة. وذكر المصدر، أن إيران قد زودت الحزب بمبلغ مليار دولار، لكنه تم صرفه بالكامل، ما جعل الحزب يبحث عن طرق أخرى لتأمين السيولة، خصوصاً في ظل القيود المفروضة على شحنات الإمدادات القادمة من إيران عبر مرفأ بيروت ومطار رفيق الحريري الدولي.
التباين في دفع التعويضات
تشير بعض التقارير إلى وجود تباين في كيفية صرف التعويضات. إذ يشتكي العديد من أصحاب المنازل المتضررة، من تفاوت التقييمات في الأضرار، حيث يتم صرف مبالغ كبيرة لأشخاص معينين، بينما يتم تجاهل الأضرار المترتبة على الأثاث في بعض المنازل التي قد تكون أكثر تضرراً من الأضرار الهيكلية في بعضها الآخر.
مشاكل لوجستية وقانونية
تضاف إلى هذه الأزمات مشاكل لوجستية أخرى، حيث يعاني “حزب الله” من صعوبة في نقل الأموال من إيران إلى لبنان، بسبب القيود المفروضة على شحنات الطائرات، فضلاً عن العوائق القانونية التي تمنع بعض المواطنين من تقاضي التعويضات خشية إدراجهم في قائمة العقوبات الأميركية.
أولويات “حزب الله” المالية
في ظل هذه الأزمات المالية، يبدو أن الحزب يولي الأولوية الآن لدفع الرواتب لمقاتليه وعائلات الشهداء، ما يزيد من شح السيولة المتاحة لمؤسسة القرض الحسن.
وأخيراً، إن توقّف “مؤسسة القرض الحسن” عن دفع التعويضات، الذي تزامن مع تدهور الأوضاع المالية واللوجستية للحزب، يعكس واقعاً ماليّاً معقداً، يُرجّح أن يكون له تأثيرات كبيرة على قدرة “حزب الله” على الوفاء بوعوده تجاه مؤيديه في المستقبل القريب.
المصدر: الشرق الأوسط، يوسف دياب