تحديات تشكيل الحكومة اللبنانية: عقبات سياسية وضغوط داخلية وخارجية

يواصل رئيس الحكومة المكلف نواف سلام، بالتنسيق مع رئيس الجمهورية جوزاف عون، جهوده لتذليل العقبات التي تعترض تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة. وتشير مصادر سياسية، إلى أن نجاح هذه المساعي يعتمد بشكل أساسي على مدى مرونة القوى السياسية في التعاطي مع التشكيلة الوزارية، إذ من المتوقع أن تكون الحكومة جاهزة في غضون أيام، إذا تم التوصل إلى توافق، وإلا فيمكن أن يستغرق الأمر وقتاً أطول.
الملفات العالقة في عملية التشكيل
لا تزال بعض النقاط الجوهرية تشكّل عائقاً أمام إتمام التشكيلة الحكومية، وعلى رأسها مسألة التمثيل الشيعي، حيث يسعى “الثنائي الشيعي” إلى الاحتفاظ بوزارة المالية وكامل الحصة الشيعية. ورغم أن الرئيس المكلف قدم مقترحاً، غير مكتمل إلى رئيس الجمهورية، فإن الخلافات لا تزال قائمة حول هذه النقطة، إضافة إلى التجاذبات السياسية على الحصص المسيحية والسنية، حيث تتنافس “القوات اللبنانية” و”التيار الوطني الحر” على التمثيل المسيحي، فيما يطالب الرئيس المكلف بأن يكون له القرار في اختيار الوزراء السُّنة، الأمر الذي يلقى اعتراضًا من قوى سنية بارزة.

مواقف الأطراف السياسية وتأثير الضغوط الخارجية

يتمسك نواف سلام بالمعايير التي وضعها منذ تكليفه، وهي تشكيل حكومة من الكفاءات، غير خاضعة للأحزاب، ولا تضم نواباً أو مرشحين للانتخابات البلدية أو النيابية. لكن حديثه عن استبعاد الأحزاب أثار استغراب الأوساط السياسية، خاصة أن معظم القوى السياسية قدمت أسماء مقربين منها لتولي مناصب وزارية.
ضمن السياق نفسه، تتم ممارسة ضغوطات داخلية وخارجية على الرئيس المكلف لمنعه من الرضوخ لمطالب “الثنائي الشيعي”، خصوصاً فيما يتعلق بمنصب وزير المالية. في المقابل، تصرّ بعض القوى السياسية، مثل “القوات اللبنانية”، على ضرورة تشكيل حكومة تعكس “مرحلة سياسية جديدة”، وتستبعد “أدوات التعطيل السابقة”، مشيرة إلى أن منح “الثنائي الشيعي” وزارة المالية سيؤدي إلى تعطيل عمل الحكومة عند أي استحقاق سياسي.
الحاجة إلى حكومة فعالة وسط التحديات الأمنية والاقتصادية
في ظل التهديدات الإسرائيلية المستمرة من جهة، والضغوطات الاقتصادية المتزايدة من جهة أخرى، ترى بعض الأطراف أن تأخير تشكيل الحكومة يُفاقم الأوضاع الراهنة، ويؤخر اتخاذ قرارات حاسمة لمعالجة الأزمات المالية والسياسية التي يواجهها لبنان. من هنا، تتصاعد الدعوات إلى تشكيل حكومة قادرة على الحكم واتخاذ قرارات فعالة بعيدًا عن التعطيل السياسي.

المصدر: الشرق الأوسط، بولا أنسطيح

شارك المقال

WhatsApp
Facebook
Twitter
Email
Telegram
Print

مواضيع ذات صلة: