حكومة نواف سلام: تحديات التأليف بين الضغوط السياسية ومعايير الإصلاح

مع التقاطع الأميركي – السعودي، الذي فتح الطريق أمام تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة، تواصل المفاوضات جهودها للخروج من دوامة التعطيل. وعلى الرغم من تجاوز بعض العقبات في الإستشارات النيابية، لا تزال عملية تأليف الحكومة تواجه تحديات مرتبطة بتوزيع الحقائب الوزارية وتأثيرات التوازنات السياسية.
ضغوطات دولية ومساعي لتجاوز العوائق
يستعد الموفد السعودي، الأمير يزيد بن محمد بن فهد الفرحان لزيارة بيروت في إطار الجهود الرامية إلى تسهيل عملية التأليف، خصوصاً في ظل تمسك بعض الأطراف بحقائب وزارية معينة، وعلى رأسها وزارة المالية التي يصر عليها “الثنائي الشيعي “.
ضمن هذا السياق، أكد مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الشرق الأوسط، مسعد بولس، أهمية عدم إعادة تعيين شخصيات كانت جزءاً من المنظومة السابقة، لضمان تحقيق الإصلاح من ناحية واستعادة ثقة المجتمع الدولي من ناحية أخرى.
علاوة على ذلك، إن هذا التوجه ينسجم مع موقف “اللجنة الخماسية”، التي شددت على ضرورة استمرار زخم التغيير في تشكيل الحكومة بعد انتخاب رئيس الجمهورية.
توزيع الحقائب والاعتراضات السياسية
تواجه عملية التأليف خلافات حول توزيع الوزارات، حيث أعرب “التيار الوطني الحر” عن امتعاضه من منح وزارة المالية لـ”حركة أمل”، دون حصوله على تمثيل وزاري متكافئ. في المقابل، ترفض “القوات اللبنانية” منهجية فرض الأسماء والحقائب دون التشاور معها. أما “تكتل الاعتدال الوطني”، فلم يحظَ بأي حقيبة وزارية رغم مطالبته بذلك.
أمّا فيما يتعلق بالوزارات الأساسية، تشير المعلومات إلى أن الرئيس المكلف نواف سلام وافق ضمنياً على تسمية ياسين جابر لوزارة المالية. في حين اقترح “الثنائي الشيعي” أسماءً أخرى لحقيبة الصحة والبيئة. كما يتم التداول الآن بأسماء بارزة، لتولي وزارتي الخارجية والتربية، مع إمكانية تعيين طارق متري نائباً لرئيس الحكومة، وبول سالم لحقيبة الخارجية، فيما يتم التفاوض على اسم وزير العدل.
أخيراً، ووسط هذه التجاذبات، يواجه سلام معادلة دقيقة تتطلب تحقيق توازن بين الأطراف السياسية، مع الحفاظ على دعم الجهات الدولية والإقليمية. وبانتظار التوافق النهائي، يبقى السؤال: هل ستنجح المساعي في تأليف حكومة تعكس الإصلاح المطلوب، أم أن العراقيل السياسية ستؤدي إلى استمرار حالة الجمود؟..

المصدر: نداء الوطن

شارك المقال

WhatsApp
Facebook
Twitter
Email
Telegram
Print

مواضيع ذات صلة: