التطورات السياسية في لبنان والمنطقة: تحديات المرحلة المقبلة

على الرغم من الهدوء النسبي الذي أعقب اتفاقي وقف إطلاق النار في لبنان وغزة، لا تزال المنطقة تعيش حالة من الترقب، وسط مؤشرات على تطورات قد تعيد رسم المشهد الإقليمي. إذ، أن التوجه الدولي والإقليمي، يميل نحو إغلاق ملفات الصراعات الميدانية، مع فرض توازن جديد يمنع أي دولة من التحول إلى قوة إقليمية مهيمنة، مما قد يؤثر على محور الممانعة بشكل مباشر.
إيران والتغيرات المحتملة
بحسب مصادر دبلوماسية، سيبقى لإيران دور مؤثر في المنطقة، لكن ضمن حدود تفرضها المتغيرات الدولية. فعوضاً عن التوسع الإقليمي عبر تصدير الثورة، من المتوقع أن تتجه نحو سياسات أكثر توافقاً مع المعايير الدبلوماسية التقليدية.
ضمن هذا السياق، يُرجح أن تتعرض طهران لضربة عسكرية قبل نهاية مارس المقبل، ما لم تُبدِ استعداداً واضحاً لتقديم تنازلات في ملفاتها النووية والإقليمية.
لبنان: واقع جديد وتحولات داخلية
يواجه “حزب الله” ضغوطات متزايدة للحفاظ على نفوذه في الدولة اللبنانية، في ظلّ تباينات داخلية بين جناحه الموالي كلياً لإيران، وبين من يسعى إلى التمايز. ويبدو أن الحزب يسعى لتعزيز مواقعه، من خلال الإستحواذ على حقائب وزارية مهمة، وإحكام السيطرة على مؤسسات الدولة، تحسباً لأي تطورات قد تؤثر على دوره المستقبلي.
من جهته، يحاول رئيس مجلس النواب نبيه بري التوازن بين الضغوطات الدولية على “حزب الله”، وبين متطلبات الشراكة السياسية، خصوصاً في ظلّ تزايد الإمتعاض داخل حركة “أمل” من تأثيرات سياسة الحزب، التي أدّت إلى خسائر متزايدة.
كما أثارت استعراضات الدراجات النارية الأخيرة مخاوف داخلية ودولية، حيث اعتبرتها بعض السفارات إشارة إلى احتمالات التصعيد الداخلي، ما قد يؤثر على العهد الجديد واستقرار لبنان.
التعاون الدولي والتحديات الاقتصادية
في ظلّ هذه الأوضاع، تعمل الدولة اللبنانية على استكمال مشاريع اتفاقيات تعاون مع عدد من الدول العربية، ومن بينها المملكة العربية السعودية، حيث يجري الإعداد لـ 22 اتفاقية اقتصادية وتنموية. إلا أن نجاح هذه المشاريع، يعتمد بشكل أساسي على تشكيل حكومة تحظى بثقة المجتمع الدولي، وقادرة على تحقيق الإصلاحات الضرورية لاستعادة السيادة وتعزيز الإستقرار الاقتصادي.
أخيراً، ومع تشكيل الحكومة الجديدة، سيكون لبنان أمام استحقاقات حاسمة تتعلق بمستقبل علاقاته الخارجية، وإدارة أزماته الداخلية. فهل سيتمكن العهد الجديد من تجاوز العقبات وفرض رؤية سياسية واقتصادية تحقق الإستقرار، أم سيواجه تحديات تعرقل مسار الإصلاح؟

المصدر: نداء الوطن، أنطوان مراد

شارك المقال

WhatsApp
Facebook
Twitter
Email
Telegram
Print

مواضيع ذات صلة: