
تشير المعطيات السياسية الحالية، إلى صعوبة إطلاق عجلة السياسة في لبنان. إذ، تواجه عملية تشكيل الحكومة العديد من العقد والصعوبات، وهو ما يتجلى في التحديات التي يواجهها رئيس الحكومة المكلف نواف سلام.
على الرغم من أن تشكيل الحكومات السابقة تميز بالتحاصص السياسي على مدار عقدين من الزمن، يأمل العديد من اللبنانيين في هذه المرة، أن تسفر مرحلة التغيير الحالية عن عملية تشكيل حكومية جديدة، تكون بعيدة عن الأنماط القديمة.
ومع ذلك، يبقى الواقع السياسي بعيدا عن اليوتوبيا الحالمة، حيث يواجه سلام تحديات كبيرة، رغم أنه ينتمي إلى فئة سياسية غير مرتبطة بالنظام القائم. ضمن الإطار المذكور، يعلم سلام جيدًا أن العديد من اللبنانيين يطمحون إلى تغيير حقيقي، لكن هذا التغيير لن يكون سهلاً، خاصة في ظل التحديات الداخلية والإقليمية. وتبقى التساؤلات حول مدى تأثير الدعم الخارجي على الحكومة، حيث أن القوى الدولية والعربية تراقب الوضع في لبنان عن كثب.
أمّا من الناحية الإقليمية، يشير الوضع إلى تفاعلات معقدة بين القوى الكبرى، أبرزها الولايات المتحدة وإسرائيل. إذ أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، يركز على إعادة تشكيل المنطقة بما يتماشى مع رؤية أميركا من جهة، وتخفيف التوترات في المنطقة من جهة أخرى، على الرغم من أن إسرائيل تسعى لتحقيق أهدافها طويلة المدى، مثل تدمير النظام الإيراني وتوسيع نطاق التطبيع مع الدول العربية.
أمّا بالنسبة إلى لبنان، فهم يُنظر إليه كجزء من مشروع الإستقرار الإقليمي، وهو تحت النفوذ الأمريكي بشكل متزايد. كذلك، أظهرت الأحداث أن هناك تغيرات ملحوظة في موازين القوى. فقد وافق “حزب الله” على ترشيح قائد الجيش جوزاف عون لرئاسة الجمهورية، بينما استطاع معارضو الثنائي الشيعي فرض نواف سلام رئيساً للحكومة. ورغم التحديات التي قد يواجهها في تشكيل حكومة مستقرة، فإن الحصة الوزارية للتحالفات السياسية ستظل تشكل جزءاً كبيراً من هذه العملية.
المصدر: اللواء، عمار نعمة