
يستعد «حزب الله» لإقامة مراسم تشييع أمينه العام السابق حسن نصر الله وهاشم صفي الدين في 23 شباط الحالي، وسط تحضيرات واسعة تهدف إلى حشد أكبر عدد ممكن من المشاركين. ووفقًا لما أعلنه عضو المجلس السياسي في الحزب، محمود قماطي، فإن الهدف من التشييع هو أن يكون بمثابة «استفتاء شعبي»، يؤكد استمرار الالتزام بنهج الحزب والمبادئ التي يمثلها، لا سيما بعد الحرب الأخيرة التي شنتها إسرائيل، والتي أدت إلى عن مقتل العديد من قادته، إضافة إلى الدمار الكبير الذي لحق بمناطقه.
ضمن الإطار المذكور، أكد قماطي، خلال حديثه عبر إذاعة «سبوتنيك» الروسية، أن التشييع سيجري وسط إجراءات أمنية مشددة، مع دعوات لشخصيات من الداخل اللبناني والخارج، مشيراً إلى أن نصر الله ليس مجرد شخصية لبنانية، بل يُعد رمزاً لحركات التحرر العالمية. ضمن الإطار نفسه، نقلت وكالة «مهر» الإيرانية، أن وفدًا رسميًا من إيران سيشارك في التشييع، دون توضيح من سيترأسه.
إن الجدل حول تأخير موعد التشييع لأشهر عدة دفع ابنة نصر الله، زينب، إلى توضيح السبب، حيث أكدت أن قيادة الحزب أرادت ضمان سلامة المشاركين، وربطت الأمر بانسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية، لتوفير أجواء أكثر أمانًا. وهو ما أكده أيضًا قماطي، معتبرًا أن تاريخ 23 شباط يحمل رمزية خاصة تتعلق بتثبيت تحرير لبنان، خصوصًا مع اقتراب شهر رمضان و” يوم القدس العالمي “.
وكانت الحكومة اللبنانية قد وافقت على تمديد موعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من القرى والبلدات التي لا يزال يحتلها حتى 18 شباط، أي قبل خمسة أيام فقط من التشييع. من جانبه، أعلن الأمين العام الحالي لـ«حزب الله»، نعيم قاسم، أن الحدث سيُقام تحت شعار «إنّا على العهد»، داعيًا إلى الامتناع عن إطلاق النار خلال المراسم.
إن، اختيار المدينة الرياضية في بيروت كموقع للتشييع، جاء نظرًا لاتساعها وقدرتها على استيعاب حشود ضخمة، إضافة إلى سهولة تأمينها أمنيًا، بحسب ما أوضحه الكاتب السياسي قاسم قصير.
أما الدفن، فسيتم على طريق المطار القديمة والجديدة بالنسبة لنصر الله، فيما سيُدفن صفي الدين في بلدته دير قانون النهر جنوب لبنان.
وفي تطور أمني، شهدت المنطقة المخصصة لدفن نصر الله توترًا، بعدما تدخلت قوى الأمن الداخلي، بمؤازرة الجيش، لإزالة مخالفة بناء على عقار مجاور للموقع، ما أدى إلى توقيف أربعة أشخاص..
يُذكر أن نصر الله اغتيل في 27 أيلول 2024 داخل أحد الأنفاق في الضاحية الجنوبية لبيروت، حيث دُفن سراً بشكل مؤقت، فيما اغتيل صفي الدين بقصف جوي إسرائيلي في 3 تشرين الأول الماضي بعد تعيينه خلفًا لنصر الله.
المصدر: الشرق الأوسط، بولا أسطيج