
ينتظر اللبنانيون الذكرى السنوية لاستشهاد رفيق الحريري هذا العام بشغف مختلف. فقد أطلق تيار المستقبل شعاراً لافتاً: ” بالعشرين ع ساحتنا راجعين “، وكأنه إعلان غير مباشر بأن العودة هذه المرة ليست رمزية ومعنوية فقط، بل سياسية وشعبية بكل أبعادها.
غياب الحريري… وملء الفراغ
منذ أن علّق سعد الحريري عمله السياسي عشية انتخابات 2022، تغيّرت معادلات كثيرة، فقد خسر نفوذه السياسي، ابتعد عن الساحة، وآلت السلطة إلى غيره. لكنه اليوم يعود ليخاطب جمهوره بكلمة سياسية شاملة، ينتظرها الجميع، خاصة أنها ستكون أول خطاب مباشر له منذ ثلاث سنوات، ما يجعلها مفصلية في تحديد مسار المستقبل السياسي للتيار.
خطاب استثنائي… ورسائل واضحة
رغم التكتم حول تفاصيل كلمته، تشير المعلومات إلى أنها لن تكون قصيرة، بل ستتناول التحولات الكبرى، مثل تراجع النفوذ الإيراني وسقوط النظام السوري، إضافة إلى رسم ملامح المرحلة المقبلة لـ”تيار المستقبل”.
ضمن السياق نفسه، قد بدأ التيار فعلياً استعادة زخمه، من خلال حملات إعلانية وتحركات مناطقية يقودها أحمد الحريري، في خطوة تعكس الإستعداد الجدي لهذه العودة.
بين بعبدا والجمهور… ماذا عن القرارات الحاسمة؟
لا تزال التساؤلات مطروحة حول جدول لقاءات الحريري، وما إذا كان سيلتقي شخصيات سياسية ودبلوماسية، وحتى إمكانية زيارته قصر بعبدا، خاصة أن أوساط التيار تشير إلى أن العهد الجديد يشكّل فرصة لاستعادة التوازن في المشهد السياسي، بالتزامن مع الانفتاح العربي تجاه لبنان.
وأخيراً، إن التحضيرات الجارية، تشير إلى أن الحريري قد يعود هذه المرة برؤية جديدة، مستفيداً من دروس الماضي، ليعيد رسم ملامح تيار كان يوماً الرقم الأصعب في السياسة اللبنانية. لكن يبقى السؤال: هل ستكون هذه العودة مختلفة عن المرات السابقة؟ أم أن المناصرين سيواجهون خيبة جديدة؟
المصدر: نداء الوطن، كبريال مراد