
تشهد المنطقة تغييرات جذرية، وسط ترقب لما ستؤول إليه العلاقة بين واشنطن وطهران، في ظل الضغوطات المتزايدة التي تتعرض لها الأخيرة.
إذ، تؤكد مصادر دبلوماسية أميركية، أن المفاوضات مع إيران تسير بوتيرة متسارعة، على عكس النهج التقليدي الإيراني القائم على التمهل والتروي. إن هذا التسارع يعكس بدوره، إدراك طهران لطبيعة الإدارة الأميركية الحالية، التي تعتمد سياسة الحسم السريع والضغط المباشر لتحقيق مكاسب دون اللجوء إلى مواجهة عسكرية شاملة.
ضمن الإطار المذكور، يضع الرئيس الأميركي إيران أمام خيارين أساسيين: إما الانكفاء إلى الداخل والتخلي عن مشروعها التوسعي الذي استمر لعقود تحت شعار “تصدير الثورة” من جهة، أو مواجهة ضربات موجعة قد تستهدف منشآتها النووية أو قياداتها البارزة، إلى جانب تحركات تهدف إلى تأليب الرأي العام الداخلي ضد النظام من جهة أخرى.علاوة على ذلك، تشير المعلومات إلى أن الملف الإيراني كان محور بحث، خلال لقاء ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي من المتوقع أن يلعب دوراً أساسياً في أي تحرك أميركي ضد طهران..
في ظل هذه المعطيات، يبدو أن إيران تسعى إلى تفادي الصدام العسكري، والعمل على إعادة تشكيل سياستها الخارجية والداخلية لتتماشى مع متغيرات المرحلة. ومن أبرز تداعيات ذلك، تقليص الدعم للأطراف التي كانت تعتمد بشكل أساسي على التمويل الإيراني، وعلى رأسها حزب الله، الذي يواجه اليوم تحديات غير مسبوقة بعد فقدانه جزءًا كبيرًا من قيادته وقدراته العسكرية، وانقطاع خطوط الإمداد عبر سوريا. ومع تصاعد الضغوطات، باتت القناة المالية الإيرانية التي يعتمد عليها الحزب مهددة، ما سيؤثر بشكل مباشر على مستقبله السياسي والعسكري في آن معاً.
وأخيراً، يضع هذا التحول قيادة حزب الله أمام واقع جديد، حيث تراجعت قدرتها على التنسيق الداخلي ومع حلفائها، في وقت يلتزم فيه كبار المسؤولين الحذر الشديد خشية الاستهداف. ومع تزايد التحديات، من المتوقع أن تتجه هذه القيادة نحو تبني نهج أكثر براغماتية، خصوصًا في ظل الوضع الإيراني المرتبك والتغيرات الإقليمية والدولية المتسارعة.
المصدر: Mtv، داني حداد