بشار الأسد في قبضة التاريخ: من الإغتيالات إلى السجن الروسي

تصادف هذا العام، الذكرى العشرون لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، الجريمة التي هزت لبنان والعالم العربي. ضمن الإطار المذكور، وعلى مرّ هذه السنوات الماضية، كانت العدالة الإلهية حاضرة في الاقتصاص من معظم المدانين في هذه الجريمة الإرهابية، سواء عبر أحكام المحكمة الدولية أو من خلال أولئك الذين تآمروا، وأمنوا التغطية السياسية لدعمها، وفي مقدمتهم الرئيس السوري بشار الأسد.
في مفارقة مثيرة، نجد أن معظم المشاركين في الجريمة، من ضباط المخابرات السورية إلى قيادات حزب الله، قد تمت تصفيتهم على يد النظام السوري نفسه.
إن هذه العمليات الممنهجة في شوارع دمشق، تهدف إلى إخفاء مسؤولية النظام عن جريمة اغتيال الحريري، ولكن الحقيقة لا تزال تلاحق بشار الأسد، الذي بقي محمياً من الملاحقة القضائية من قبل إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية، نظراً لكونه حامياً لمصالح إسرائيل في المنطقة.
لكن مهما طال الزمن، ونجح الأسد في التهرب من الملاحقة القانونية، إلا أن ساعة الحقيقة قد دقت مع سقوط نظامه وفراره إلى موسكو. فاليوم، يعيش بشار الأسد في السجن الروسي، تحت تدابير أمنية صارمة، بعيداً عن الساحة السياسية، يتوجس من كل حركة حوله، ويعيش في حالة من الخوف المستمر. عقوبته لا تتوقف عند القضاء، بل تتجاوزها إلى عقاب رباني أشد قسوة.
إنه بشار الأسد، الذي ارتكب أفظع الجرائم ضد شعبه والشعب اللبناني، ومن بينهم اغتيال الحريري، يعيش اليوم في جحيم من الخوف. عقوبته قد تكون أشد من السجن، وفي مأزق دائم مع الماضي الذي يطارده.

المصدر: اللواء، معروف الداعوق

شارك المقال

WhatsApp
Facebook
Twitter
Email
Telegram
Print

مواضيع ذات صلة:

Scroll to Top