لبنان في مواجهة التحديات: مصير الانسحاب الإسرائيلي وترسيخ السيادة في الجنوب

تتزايد المخاوف في لبنان بشأن التزام إسرائيل بالمهلة المحددة للانسحاب من الجنوب، والتي تنتهي في 18 فبراير الجاري. يأتي ذلك في ظل ترقّب، لزيارة مساعدة وزير الخارجية الأميركي للشرق الأوسط، مورغان أورتاغوس، إلى بيروت، حيث ستبحث مع المسؤولين اللبنانيين تطورات الوضع، خاصةً أن واشنطن تعتبر الضامن الرئيسي للاتفاق القاضي، بتثبيت وقف إطلاق النار وتنفيذ القرار الدولي 1701.
ملفات أساسية على طاولة المباحثات
تحمل زيارة أورتاغوس طابعاً أمنياً وسياسياً، إذ ستترأس اجتماعاً للجنة الخماسية المشرفة على تنفيذ الاتفاق في مقر قيادة “اليونيفيل” بالناقورة، إلى جانب قيامها بجولة تفقدية للمناطق التي انسحبت منها إسرائيل. كما وسيرافقها في الجولة قائد الجيش بالإنابة، اللواء حسان عودة، في خطوة تهدف إلى تقييم انتشار الجيش اللبناني واستعداده لاستكمال بسط سلطته جنوب الليطاني، خصوصًا في المناطق التي لا تزال تحت الاحتلال الإسرائيلي.
كما ويشكل استمرار وجود الجيش الإسرائيلي في بعض المواقع الاستراتيجية، لا سيما في القطاع الغربي، تحدياً أمام استكمال سيادة الدولة اللبنانية على أراضيها، فيما يطالب لبنان بتطبيق القرار 1701 الذي ينصّ على حصر السلاح بيد الدولة ومنع أي وجود عسكري غير شرعي في المنطقة.
الإنسحاب الإسرائيلي والالتزامات الدولية
تأمل الحكومة اللبنانية، أن تؤكد أورتاغوس التزام واشنطن بضمان انسحاب إسرائيل في موعده، خصوصاً مع انتشار وحدات الجيش اللبناني في المناطق المحررة، حيث تعمل بالتنسيق مع قوات “اليونيفيل” لتثبيت الأمن.
كذلك، تؤكد مصادر رسمية أن الجيش اللبناني بسط سيطرته على عدد من المنشآت العسكرية والأنفاق التي كانت تستخدمها جهات غير رسمية، مما يبرز قدرته على ضمان الاستقرار وفقاً للقرارات الدولية.
مخاوف من تمديد جديد للهدنة
على الرغم من الجهود الدبلوماسية، تبقى هناك مخاوف من احتمال عدم التزام إسرائيل بالانسحاب الكامل، خاصةً إذا طلبت تمديداً إضافياً، بحجة استمرار العمليات لتدمير البنية العسكرية المتبقية. إن هذا السيناريو قد يعيد الأزمة إلى نقطة الصفر، وبالتالي يهدد الاستقرار من جهة، مانحاً أطرافاً أخرى مبررات للتدخل في المشهد الأمني.
أخيراً، في ظل هذه التطورات، تبقى الأنظار متجهة إلى نتائج زيارة المبعوثة الأميركية وما إذا كانت ستحمل ضمانات فعلية لتنفيذ الانسحاب الإسرائيلي، أم أن الأمور ستشهد مزيدًا من التعقيد مع احتمالات تمديد الهدنة وتأجيل الحلول الدبلوماسية.

المصدر: الشرق الأوسط، محمد شقير

شارك المقال

WhatsApp
Facebook
Twitter
Email
Telegram
Print

مواضيع ذات صلة:

Scroll to Top