
يعتبر الصداع، من أكثر الحالات الصحية شيوعاً، التي تؤثر على ملايين الأشخاص حول العالم. وغالباً، ما يسعى البعض لتخفيفه بسرعة عبر تناول المسكنات.
إلاّ أنه، من المهم أن نعلم، بأن الصداع ليس نوعاً واحداً فقط، بل يتعدد تبعاً لأسباب عدة. بعبارة أخرى، وبناءً على مكان الألم، يمكن تحديد السبب الكامن وراء الصداع واتباع العلاج الأنسب..
صداع الجبهة
هو أحد الأنواع الأكثر شيوعاً، ويحدث عادة بسبب التوتر النفسي أو الإرهاق.
من الأسباب الأخرى التي تساهم في حدوثه هو إجهاد العين، الذي قد ينشأ من القراءة لفترات طويلة أو التحديق في الشاشات، بالإضافة إلى مشكلات الجيوب الأنفية، التي يمكن أن تسبب ضغطًا وألمًا في منطقة الجبهة.
لتخفيف هذا النوع من الصداع، ينصح بتناول مسكنات مثل الباراسيتامول، والتدليك الخفيف للرأس، إضافة إلى الاستحمام بالماء الدافئ.
وإذا كان السبب مرتبطاً بإجهاد العين، فينصح بأخذ فترات راحة منتظمة من الشاشات وتحسين الإضاءة، بينما في حال كانت المشكلة ناتجة عن الجيوب الأنفية، يمكن استخدام محلول الماء المالح أو تناول مزيلات الاحتقان.
صداع الصدغين
ينتج عادة عن الإجهاد النفسي والبدني. إن هذا النوع من الصداع، يتميز بالشعور بالنبض أو الألم الخفيف في منطقة الصدغين، وقد ينتج أيضاً عن قلة النوم أو الإفراط في تناول الكافيين.
يمكن اللجوء في هذا النوع من الصداع إلى مسكنات الألم، مثل الإيبوبروفين أو الباراسيتامول، بالإضافة إلى تحسين عادات النوم وتحديد مواعيد ثابتة له، بالإضافة إلى الحدّ من استهلاك الكافيين تدريجيًا لتجنب أعراض الانسحاب.
صداع مؤخرة الرأس
يحدث بسبب التوتر العضلي، وعادة ما ينتج عن الجلوس في وضعية غير آمنة، أو من خلال الإجهاد المتراكم.
لذلك، وبهدف تخفيف الألم، يمكن استخدام الكمادات الباردة على مؤخرة الرأس، مع الحصول على قسط من الراحة في غرفة هادئة، بالإضافة إلى القيام بتمارين الرقبة لتخفيف التوتر العضلي..
الصداع في الجانب الأيمن من الرأس
يرتبط غالباً بالصداع النصفي، الذي يمكن أن يحدث بسبب تغيرات هرمونية، التوتر، وعدم الحصول على النوم بشكل كاف.
واحدة من الحلول المتاحة لهذا النوع من الصداع، هي استخدام مسكنات الألم مثل الأيبوبروفين، أو استنشاق الأكسجين، حيث يمكن أن يساعد في تخفيف الأعراض بسرعة. أمّا في الحالات المزمنة، يمكن النظر في العلاجات الوقائية مثل استخدام البوتوكس أو الأدوية مثل البروبرانولول.
أخيرًا، إذا كان الألم خلف العينين، فقد يكون ناتجاً عن الصداع العنقودي، الذي يتميز بألم مفاجئ وحاد، وغالباً ما يحدث في أوقات ثابتة من اليوم أو في مواسم معينة.
من العلاجات الفعالة في هذه الحالة، هي استخدام أدوية التريبتان الموصوفة من قبل الطبيب، أو استنشاق الأكسجين. كما يجب تجنب المحفزات مثل التدخين والكحول والعطور القوية.
أخيراً، يجدر بالذكر أن بعض أنواع الصداع قد تكون إشارة إلى حالات صحية أكثر خطورة، مثل تمدد الأوعية الدموية، الأورام، أو السكتة الدماغية.
لذلك، من الضروري مراجعة الطبيب إذا كان الصداع مستمراً لفترات طويلة أو مصحوبًا بأعراض أخرى مثل الدوخة أو التقيؤ أو تغيرات في الرؤية.
من خلال معرفة الأنواع المختلفة للصداع، يمكن تحديد السبب الدقيق والتوجه إلى العلاج المناسب.