تشهد الساحة السياسية اللبنانية تحركات لافتة، مع اقتراب الذكرى السنوية لاغتيال الرئيس رفيق الحريري، حيث يستعد رئيس الحكومة السابق سعد الحريري للعودة إلى لبنان في الأيام المقبلة، في زيارة تتخذ هذه المرة طابعاً مختلفاً عن السنوات السابقة..
رحلة العودة إلى السياسة؟
منذ انسحابه من المشهد السياسي، بقيت التساؤلات قائمة حول إمكانية عودة سعد الحريري إلى العمل السياسي الفعلي. إلا أن أمين عام تيار المستقبل، أحمد الحريري، يشير إلى أن هذه الزيارة تحمل أبعاداً جديدة، حيث سيضع الحريري “الرجل الأولى” في مسار العودة إلى السياسة اللبنانية، بينما تبقى “الرجل الثانية” رهناً بتطورات المشهد السياسي والأزمات التي تواجه البلاد، وأبرزها ملف توطين اللاجئين الفلسطينيين والسوريين، واحتمالية التصعيد العسكري، إضافة إلى العلاقة الشائكة مع حزب الله.
خطوات على طريق إعادة التأسيس
بعد إحياء ذكرى 14 شباط، سيحضر سعد الحريري احتفال توقيع كتاب الوزير السابق باسم السبع، كما يتضمن برنامجه زيارات إلى قصر بعبدا، عين التينة، والسراي الحكومي. لكن التحركات الأهم ستكون خلف الكواليس، حيث يسعى تيار المستقبل إلى إعادة ترتيب صفوفه عبر تشكيل هيئة سياسية جديدة لتعزيز الحضور في المشهد النقابي والإعلامي.
هل يعود تيار المستقبل إلى الانتخابات؟
يبقى السؤال الأبرز هو ما إذا كان تيار المستقبل سيخوض الانتخابات النيابية المقبلة. ضمن الإطار نفسه، لم يعطي أحمد الحريري إجابة حاسمة، معتبراً أن القرار في يد سعد الحريري نفسه، لكنه يشير إلى أن القاعدة الشعبية لن تتقبل الغياب عن الانتخابات لدورتين متتاليتين، مما يجعل دراسة هذا الخيار ضرورة في المرحلة المقبلة.
أخيراً، ومع اقتراب ذكرى اغتيال رفيق الحريري، يترقب اللبنانيون هذه الزيارة التي قد تشكل نقطة تحول في مسار تيار المستقبل. فبعد عام من الغياب، يعود الحريري إلى بلد يشهد تغييرات جذرية على المستويات السياسية والأمنية، ما يجعل من حضوره الجسدي والسياسي حدثًا يستحق المتابعة.

المصدر: Mtv، داني حداد