لبنان على مفترق طرق: تحديات الحكومة الجديدة بين الإصلاح والأزمات

يعيش لبنان مرحلة دقيقة وحاسمة بعد تشكيل حكومة جديدة برئاسة نواف سلام، والتي يُعوّل عليها لإحداث تغيير جذري في السياسات والممارسات السابقة، التي أدت إلى أزمات مالية عميقة وزجّت البلاد في أتون حرب مدمّرة.
إن هذه الحكومة التي وُلدت وسط تحولات سياسية جوهرية، تجلّت في تغييب حلفاء حزب الله عنها، وانفراد رئيسي الجمهورية والحكومة بنصف التشكيلة الوزارية، أثارت ردود فعل داخلية وخارجية متباينة، خاصة مع حضور قوي لحزب القوات اللبنانية وتمثيل محدود للكتائب والطاشناق.
أمّا فيما يخص الصعيد السياسي، تواجه الحكومة الجديدة تحديات كبرى، أبرزها صياغة بيان وزاري، يعكس نهج الإصلاح وبناء الدولة، ويحدد بوضوح موقفها من سلاح حزب الله واتفاق وقف إطلاق النار والقرار 1701، ما قد يكون المعيار الأساسي الذي سيحدد موقف المجتمع الدولي اتجاه لبنان. كما تتزامن هذه المرحلة مع انتهاء الهدنة الممتدة وفق الاتفاق الأخير، ما يطرح تساؤلات حول مصير المواقع الاستراتيجية التي تحتفظ بها إسرائيل داخل الأراضي اللبنانية، وسط مخاوف من تصعيد محتمل.
ضمن الإطار المذكور، تفرض التوترات الأمنية نفسها أيضاً على المشهد اللبناني، خصوصاً في ظل الأحداث الجارية على الحدود اللبنانية-السورية، حيث تدور مواجهات بين الإدارة السورية الجديدة ومجموعات مسلحة تابعة لعشائر موالية لحزب الله. لقد بدأت هذه الاشتباكات، تتخذ بعداً دولياً، تهدد بتغيير خارطة النفوذ في المنطقة، خاصة مع سعي هيئة تحرير الشام إلى إحكام سيطرتها على مواقع استراتيجية كانت تستخدم لنقل السلاح والمقاتلين.
في ظل هذه التطورات، يبقى لبنان أمام مفترق طرق حاسم، حيث يُنتظر من الحكومة الجديدة اتخاذ قرارات جريئة لمواجهة التحديات الاقتصادية والأمنية، في وقت تتجه الأنظار نحو مدى قدرتها على تحقيق الاستقرار وإعادة ثقة الداخل والخارج بمستقبل البلاد.

المصدر: الراي الكويتية

شارك المقال

WhatsApp
Facebook
Twitter
Email
Telegram
Print

مواضيع ذات صلة: