
شهد قصر بعبدا اجتماعاً مهماً ضمّ كلّ من رئيس الجمهورية جوزاف عون، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس الحكومة نواف سلام، حيث حمل البيان الصادر عنه دلالة واضحة على وحدة الموقف اللبناني اتجاه التطورات الأخيرة، خصوصًا في ظل استمرار الاحتلال الإسرائيلي لبعض النقاط في الجنوب. جاء هذا اللقاء ليؤكد تماسك الدولة بمؤسساتها، على عكس بعض المظاهر التي حاولت التشويش على هذا الانسجام.
ضمن الإطار المذكور، يعكس البيان الصادر عن الاجتماع التزام الدولة اللبنانية بتطبيق القرار 1701، ودعم الجيش اللبناني، إضافة إلى تحميل المجتمع الدولي مسؤولياته في تنفيذ وقف الأعمال العدائية. كما استند الموقف اللبناني إلى البيان المشترك للرئيسين الأميركي والفرنسي في 26 تشرين الثاني 2024، والذي شدد على أهمية إنهاء التصعيد في المنطقة.
يأتي هذا التطور في وقت حساس يتزامن مع عدة استحقاقات إقليمية ودولية، أبرزها القمة الروسية الأميركية في الرياض، القمة العربية المرتقبة في 20 شباط، والقمة العربية الطارئة في القاهرة في 4 آذار، حيث يسعى لبنان إلى تأكيد موقفه الموحد على الساحة الدولية.
في هذا السياق، تستمر التحركات الدبلوماسية المكثفة، حيث تبذل فرنسا وواشنطن جهودًا لدفع إسرائيل إلى الالتزام بوقف الأعمال العدائية.
في المقابل، تبحث فرنسا عن حلول دبلوماسية بشأن النقاط التي لا تزال تحتفظ بها إسرائيل في الجنوب اللبناني، رغم غياب أي مبرر عسكري فعلي للإبقاء عليها، إذ يرجّح أن الدوافع وراء ذلك تتعلق بطمأنة المستوطنين الإسرائيليين وإدارة التوازنات السياسية الداخلية لحكومة نتنياهو. ورغم اعتبار البعض أن هذه النقاط قد تُستخدم كمبرر لاستمرار العمليات العسكرية، تؤكد المصادر أن المسار الدبلوماسي يبقى الحلّ الأمثل لتحقيق تقدم ملموس.
إلى جانب ذلك، تشهد الأيام المقبلة تصعيدًا في الجهود الدبلوماسية مع الجهات الدولية، بما في ذلك لجنة المراقبة الدولية والصليب الأحمر، من أجل تحرير الأسرى اللبنانيين المحتجزين لدى إسرائيل، في إطار التحركات المتواصلة لحماية الحقوق اللبنانية على كافة المستويات.
المصدر: نداء الوطن، كبريال مراد