
شهدت واشنطن نقاشات مكثفة خلال الأسبوع الماضي حول إمكانية انضمام لبنان وسوريا إلى اتفاقات السلام الإبراهيمية، بعد تصريحات المبعوث الأميركي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، خلال فعالية نظمتها اللجنة اليهودية الأميركية. وأشار ويتكوف إلى احتمال تطبيع العلاقات بين لبنان وإسرائيل، في ظل التغيرات الجيوسياسية في المنطقة.
كما وأوضحت مصادر دبلوماسية أن تصريح ويتكوف يعكس التطورات التي تشهدها المنطقة، خاصة مع تراجع نفوذ الجماعات المدعومة من إيران، مثل “حزب الله”، والضغوط التي يواجهها النظام السوري. وأكد أن “الهلال الإيراني” يشهد انحسارًا واضحًا، مما يفتح المجال أمام تحولات جديدة في لبنان وسوريا.
من جهته، رأى الدبلوماسي الأميركي السابق آرون ديفيد ميلر أن ضم لبنان وسوريا إلى الاتفاقات الإبراهيمية قد يكون هدفًا بعيد المنال في الوقت الراهن، لكنه أشار إلى أن التغيرات الحاصلة في البلدين قد تجعلهما أكثر قابلية لهذا السيناريو مستقبلاً.
ورغم دعم العديد من أعضاء الكونغرس لتوسيع اتفاقات السلام في المنطقة، فإن بعض الخبراء يحذرون من المبالغة في طرح هذا السيناريو، خاصة في ظل الأوضاع السياسية والأمنية غير المستقرة في لبنان وسوريا.
في المقابل، ترى مصادر أميركية أن الأولوية الحالية يجب أن تتركز على تنفيذ القرار الدولي 1701 بالكامل، وتعزيز سيادة الدولة اللبنانية، بما يشمل ضبط الحدود الجنوبية ونشر الجيش اللبناني في المناطق الاستراتيجية. كما يشدد بعض المراقبين على ضرورة معالجة المخاوف الإسرائيلية المتعلقة بأمن شمالها، في ظل التطورات السياسية اللبنانية الأخيرة.
ويرى المسؤول الأميركي السابق إليوت أبرامز أن إدارة ترامب، في حال عودتها، قد تتبنى استراتيجية تهدف إلى تحقيق تغييرات جذرية في الشرق الأوسط، بدلاً من التركيز على الاستقرار التقليدي.
في ظل هذه المعطيات، يشير خبراء إلى أن إعادة تفعيل اتفاق الهدنة بين لبنان وإسرائيل قد يكون الخيار الأكثر واقعية في الوقت الحالي، لكن نجاح هذا المسار يعتمد بشكل أساسي على قدرة الحكومة اللبنانية على تعزيز سلطتها وضبط الأمن في البلاد.
المصدر: نداء الوطن، أمل شموني