بقلم روعة الرفاعي
يتزامن شهر رمضان المبارك هذا العام مع فترة الصوم لدى الطوائف المسيحية، ما يثير قلقًا لدى المواطنين الذين يتوقعون زيادة في الطلب على السلع الاستهلاكية، خصوصًا المواد الغذائية. لذلك أصدر المعنيون في وزارة الاقتصاد عدة تطمينات بشأن ضبط الأسعار في الأسواق التجارية، إلا أن العديد من المواطنين يبقون غير مقتنعين، -خصوصًا- في ظلّ خبرة التجار الواسعة في التهرب من الرقابة.
و قد شهدت الجولة التي قمنا بها لمحلات بيع الخضار والفواكه ردود فعل متفاوتة، حيث أبدى بعض البائعين ترددًا في التفاعل معنا، متذرعين بأنهم في فترة صيام ولا يمكنهم الحديث عن الأسعار في هذا الوقت. وأكد آخرون أن التاجر الكبير هو من يتحكم في تحديد الأسعار، مشيرين إلى أن مسؤولية ملاحقة هذه الممارسات تقع على عاتق الدولة.
في هذا السياق، يبقى السؤال: هل ستتمكن الجهات المختصة من ضبط الأسعار في الأسواق، أم أن التجار سيواصلون لعبتهم في غياب رقابة فعّالة؟
*الخضار.. ارتفاع ملحوظ*
أحد تجار بيع الخضار أكد ل”ديموقراطيا نيوز” أن الأسعار إن إرتفعت فذلك بسبب التاجر الأساسي الذي يتلاعب بالأسواق ناهيك عن أن لدينا مشكلة المزارعين في الجنوب، و تلف محصولاتهم بسبب العدوان الاسرائيلي وهذا سينعكس سلباً علينا، أضف إلى أن رمضان يتزامن مع الصوم عند المسيحيين وبالطبع سترتفع أسعار الخضار نظراً للإقبال عليها، فمثلاً إرتفع سعر الخيار من 100 ألف إلى 150 ألف ، وسعر الحامض من 100 إلى 150 و200 ألف بحسب المناطق، سعر الخس من 100 إلى 120 ألف ، سعر كيلو الكوسا إرتفع من 100 الف قبل رمضان إلى 200 ألف مع بدء الشهر، أما اللوبياء فبات سعرها 400 ألف وهي مطلوبة لدى المسلمين و المسيحيين على حد سواء”.
*اللحوم إرتفعت دولارين*
من جهته بلال عثمان صاحب ملحمة قال ل ” ديموقراطيا نيوز”:” بالنسبة للحوم فقد إرتفعت أسعارها بقيمة دولارين ، و السبب يعود للتجار الذين يتحكمون بالأسواق، وبرأيي أن المواطن بات معتاداً على الأوضاع و يتعايش معها بشكل ملفت، فسنوياً تبرز هذه المشكلة مع بداية شهر رمضان، لكن تعود الأمور إلى طبيعتها حيث تعلو الصرخة مع بداية الشهر الكريم ومن ثم يتأقلم المواطن، و نحن من جهتنا نناشد الدولة من خلالكم لمراقبة التجار والمحلات بشكل كبير كي يتسنى لنا البيع من دون خوف، و في المقابل المواطن يشتري كل ما يلزمه “.
*المواد الغذائية إرتفعت أسعارها*
و كما في أسواق الخضار و اللحوم و الدجاج كذلك داخل محلات المواد الغذائية حيث ترتفع أسعار السلعة الغذائية بشكل ملفت ويقول أحد التجار ” هناك بصائع إرتفعت أسعارها لكن المواطن ما زال يشتري ما يريد و مع مرور الوقت تعود الأمور إلى طبيعتها، القضية تتعلق بغياب الرقابة على المواد الاستهلاكية و وزارة الإقتصاد لا تقوم بدورها”.
*الحلويات أيضاً في ميزان الإرتفاع*
محمد صبحي الحداد صاحب محل حلويات قال:” فعلياً الأسعار بدأت ترتفع قبل بداية شهر رمضان، و السبب يتعلق بالتجار أصحاب المصدر، و بأسعار الدولار الذي يتحججون به، ولو كان هناك رقابة من قبل الوزارات المعنية لما وصلنا إلى ما نحن عليه اليوم، طبعًا على المواطن مراقبة كل ما يرغب بشرائه فهناك من يرفع أسعاره بشكل كبير، و هناك من يلتزم بالتسعيرة، و ما على الزبائن سوى الإختيار”.و تابع:” بالنسبة لنا أسعارنا مدروسة و رمضان هو شهر الخير و البركات وكل التجار يعملون خلاله و لا خوف عليهم و المواطن يشتري ما يريد و يشتهي في هذا الشهر الكريم”.
*طرابلس.. و لرمضان نكهة مميزة*
لرمضان في طرابلس نكهة خاصة و خصائص تميّزه عن سائر المناطق اللبنانية. فهي تحتضن طقوس الشهر الفضيل بعبق تقاليدها الغنية، مما يجعلها وجهة مميزة للمواطنين من مختلف المناطق اللبنانية الذين يتوافدون إليها لتناول وجبات الإفطار و السحور. و على الرغم من الارتفاع الملحوظ في الأسعار، فإن المطاعم والمقاهي في طرابلس تبقى مكتظة بالزبائن، إذ يتحوّل شهر رمضان إلى موسم اقتصادي بالغ الأهمية بالنسبة للتجار. هذا الإقبال الكبير يعكس حب أهل المدينة واهتمامهم بتلبية احتياجاتهم الرمضانية، فشهر رمضان لا تقل أهميته عن أي موسم تجاري آخر في المدينة.
