شكّلت الزيارة الخارجية الأولى للرئيس اللبناني جوزاف عون إلى المملكة العربية السعودية، ثم مشاركته في القمة العربية الطارئة، نقطة انطلاقة إيجابية في المرحلة الجديدة التي يمر بها لبنان والمنطقة. ضمن الإطار المذكور، شهدت الزيارة حفاوة واحتضاناً عربياً كبيراً، وهو ما يعكس التغيرات التي قد تطرأ على لبنان في المرحلة القادمة.
حفاوة استثنائية وتكريم رسمي
خلال الزيارة، لقي الرئيس عون استقبالاً دافئاً في المملكة وفي القاهرة، حيث شارك في القمة العربية الطارئة. أثنى المشاركون في القمة على كلمته التي توافقت مع خطاب القسم، وتعتبر بداية مرحلة جديدة من العلاقات بين لبنان والعالم العربي، خاصةً مع المملكة العربية السعودية. كما شهدت الزيارة لقاءً بين الرئيس اللبناني وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الذي تناول العلاقات التاريخية بين البلدين وأهمية تعزيزها.
المقاومة الدبلوماسية: رؤية جديدة لسياسة لبنان
في كلمته في القمة العربية، أكّد الرئيس عون على مبدأ “المقاومة الدبلوماسية” وأصرّ على رفض السلام مع إسرائيل قبل استعادة الأراضي المحتلة، مشيراً إلى أهمية المفاوضات السلمية بعيداً عن التهديد أو استعمال القوة. إن هذا الموقف الجديد من الرئيس عون يشكّل خريطة طريق لسياسة لبنان في المرحلة المقبلة، في ظل التبدلات الإقليمية التي تعيشها المنطقة.
التفاعل الداخلي مع الزيارة
على الصعيد الداخلي، لاقت الزيارة ردود فعل إيجابية من مختلف القوى السياسية، حيث أثنى رئيس البرلمان نبيه بري على كلمة الرئيس في القمة، بينما اعتبرت كتلة حزب “القوات اللبنانية” أن الزيارة أعادت لبنان إلى الخريطة السياسية العربية والإقليمية بعد فترة من التهميش.
كما أعرب المطارنة الموارنة عن تقديرهم لهذه الزيارة، مؤكدين أنها عززت العلاقات بين لبنان والمملكة العربية السعودية وأعادت لبنان إلى محيطه الطبيعي..
بالمجمل، أثبتت زيارة الرئيس عون إلى السعودية ومشاركته في القمة العربية أن لبنان قادر على استعادة دوره في الساحة العربية والإقليمية، بعد فترة من التهميش السياسي والفراغ الرئاسي. هذه الزيارة تشكّل بارقة أمل جديدة للبنانيين، وتبشر بعلاقة عربية قوية تساهم في تعزيز سياسة بناء الدولة اللبنانية المستقرة والعادلة.
المصدر: الشرق الأوسط، كارولين عاكوم