شهدت العاصمة المجرية بودابست مؤخرًا مؤتمرًا بارزًا حمل عنوان “مستقبل لبنان من منظور مسيحيّ”، بمشاركة واسعة من القوى المسيحية، بما في ذلك الأحزاب، المؤسسات الدينية، التيارات الفكرية، والأكاديميين. يهدف المؤتمر إلى إيجاد حلول مستدامة لدعم الوجود المسيحي في لبنان وتعزيز استقراره وسط التحديات السياسية والاقتصادية التي تواجهه.
جاء اختيار المجر لاستضافة المؤتمر بناءً على دورها البارز في دعم القضايا المسيحية عالميًا، حيث تعدّ الدولة الوحيدة التي تمتلك وزارة مختصة بمساعدة المسيحيين المضطهدين، إلى جانب وزارة الخارجية. كما تربطها علاقات تاريخية مع لبنان تعود إلى القرن التاسع عشر، عندما لعبت دورًا مهمًا في تأسيس نظام متصرفية جبل لبنان، الذي اعتُبر مرحلة ازدهار واستقرار للبلاد.
وفقًا للدكتور فؤاد أبو ناضر، أحد المشاركين البارزين في المؤتمر، فقد نشأت الفكرة في الولايات المتحدة الأمريكية على يد لبنانيين فاعلين تربطهم علاقات قوية بإدارة الرئيس دونالد ترامب. وقد رأوا أن الدعم الدولي للمسيحيين في لبنان يجب أن يتم عبر مؤسسات دولية لضمان استمراريته وتأثيره الفعلي.
ضمن الإطار المذكور، أعلن المؤتمر عن تأسيس “صندوق دعم” سيكون مقره في الولايات المتحدة، و أن يكون ممولاً من قبل دول داعمة مثل المجر، النمسا، إيطاليا، وقبرص، بالإضافة إلى مساهمات فردية وجمعيات كنسية. كما وسيهدف هذا الصندوق إلى جمع 250 مليون دولار لدعم مجالات التعليم، الصحة، وخلق فرص العمل، بما يعزز بقاء المسيحيين في لبنان.
من المقرر عقد لقاء ثانٍ بعد 6 أو 7 أشهر، بإشراف الوزير تريستان أزبيج، المدير العام لشؤون مساعدة المسيحيين المضطهدين، وذلك لتقييم الخطوات العملية التي تم تحقيقها. كما سيتم تشكيل مجلس إدارة خاص بالصندوق يضم شخصيات لبنانية وعالمية، لضمان إدارة فعالة وشفافة للمشروع.

المصدر: نداء الوطن، طوني عطيه