قلق متزايد في الطائفة العلوية بلبنان وسط التوترات الأمنية والتهجير

تعيش الطائفة العلوية في لبنان مرحلة مضطربة، خصوصًا بعد سقوط النظام السوري. على الرغم من كونها إحدى الطوائف اللبنانية الرسمية، تعاني من إجحاف تمثيلي، حيث لم تحصل على مقعد وزاري منذ عقود. علاوة على ذلك، تفاقمت الأوضاع مؤخرًا مع تصاعد التوتر الأمني في طرابلس وتزايد أعداد النازحين من الساحل السوري.

تشهد مدينة طرابلس اضطرابات متكررة، ما دفع الجيش اللبناني إلى اتخاذ إجراءات أمنية مشددة عند مداخل منطقة جبل محسن. في الوقت نفسه، وصلت مئات العائلات العلوية النازحة إلى القرى الحدودية اللبنانية، مثل المسعودية والسماقية وحكر الظاهري وتل حميرة. وفق التقارير الأمنية، تجاوز عدد النازحين 1200 شخص، وسط غياب شبه تام للدعم الإغاثي.

ضمن الإطار المذكور، يؤكد لنائب العلوي حيدر ناصر أن “الطائفة العلوية في لبنان ترتبط بعلاقات اجتماعية وعائلية وثيقة مع العلويين في سوريا وتركيا”. مشيرًا إلى أن “المجازر التي شهدتها المناطق العلوية في سوريا مأساوية وصادمة”. كذلك، يعرب عن قلقه من تدهور الوضع الأمني في طرابلس. موضحًا أن “التفلّت الأمني بدأ منذ شهرين، قبل تصاعد الأحداث في الساحل السوري، ما أسفر عن وقوع إصابات يومية”.

علاوة على ذلك، يحذر ناصر من محاولات بعض الجهات استغلال الفوضى الأمنية، لافتًا إلى أن “طرابلس كانت دائمًا صندوق بريد للصراعات. لكن القوى الأمنية على دراية بما يحصل”. كما يشيد بدور اللواء أشرف ريفي في تهدئة الأوضاع، مؤكدًا أن “الطائفة العلوية متمسكة بالعيش المشترك، رغم التحديات”.

على صعيد آخر، يشير ناصر إلى أن العائلات النازحة لم تتلق أي دعم من المنظمات الدولية، بينما يبذل أهالي القرى جهودًا فردية لمساعدتها. بالإضافة إلى ذلك، يلفت إلى وجود حوالي 40 عائلة لبنانية سورية بين النازحين، موجهًا انتقادًا لبعض السياسيين الذين استغلوها في الانتخابات ولم يقدموا لها أي مساعدة حاليًا.

رغم هذه التحديات، يجمع أبناء الطائفة العلوية على دعم الجيش اللبناني باعتباره الضمانة الوحيدة للأمن والاستقرار. مع ذلك، يبقى القلق الأمني حاضرًا، ليس فقط في البلدات العلوية، بل على امتداد الحدود اللبنانية.

المصدر: Mtv، نادر حجاز

شارك المقال

WhatsApp
Facebook
Twitter
Email
Telegram
Print

مواضيع ذات صلة: