
يواجه المواطنون في لبنان تحديًا يوميًا على الطرقات بسبب غياب البنية التحتية المناسبة، وازدياد عدد المركبات، وضعف تطبيق قانون السير الصادر عام 2012. لكنّ البيان الوزاري لحكومة نواف سلام شكّل بارقة أمل، إذ تضمّن للمرة الأولى إشارة واضحة إلى “تطبيق القوانين الخاصة بالسلامة المرورية”. ما يعكس توجّهًا نحو معالجة هذه الأزمة المستمرة.
فرصة حقيقية لإصلاح قطاع المرور
ضمن الإطار المذكور، رحب رئيس الأكاديمية اللبنانية الدولية للسلامة المرورية، كامل إبراهيم، بهذا التوجّه، مشيرًا إلى أنّ إدراج السلامة المرورية في البيان الوزاري يعكس اهتمام رئيس الحكومة ووزير الداخلية وعدد من الوزراء بهذا الملف. واعتبر أنّ توافر الدعم السياسي يتيح فرصة حقيقية لوضع لبنان على المسار الصحيح، عبر اعتماد مقاربة جديدة قائمة على الإصلاحات المؤسسية، بدلًا من الحلول المؤقتة.
وأوضح إبراهيم أنّ مشكلة حوادث السير تفاقمت خلال السنوات الماضية، وسط تزايد أعداد الضحايا وتراجع الاهتمام الرسمي بهذا الملف. وأكد أنّ الحديث عن السلامة المرورية يجب أن يترافق مع تطبيق جدي للقوانين، لا سيما فيما يتعلق بالإصلاحات الإدارية وتعزيز العمل المؤسسي، وليس الاكتفاء بمخالفات مثل حزام الأمان أو السرعة فقط.
إصلاحات ضرورية لتحقيق سلامة مرورية مستدامة
ولتحقيق نتائج ملموسة، شدّد إبراهيم على ضرورة وضع استراتيجية وطنية متكاملة للسلامة المرورية. تعتمد على التعاون بين الوزارات والإدارات المعنية، وتنفيذ إصلاحات تضمن طرقات آمنة، وتطبيق القوانين على المخالفين، وتحسين البنية التحتية للمشاة، إذ يشكّلون 40% من ضحايا الحوادث، خصوصًا في المدن الكبرى.
كما طالب بوضع معايير واضحة لوزارة الأشغال العامة لضمان سلامة الطرقات خلال الصيانة، وتعزيز ثقافة السلامة المرورية في المناهج التعليمية، والتشدّد في ردع المخالفات عبر إلغاء الوساطات وضمان استمرارية تطبيق القانون.
مسؤولية الحكومة في تنفيذ الالتزامات
وأكد إبراهيم أنّ إدراج ملف السلامة المرورية في البيان الوزاري يضع المسؤولين أمام التزام فعلي لتنفيذ الإصلاحات المطلوبة، داعيًا إلى تشكيل فريق من الخبراء لمتابعة القضايا اليومية، واقتراح حلول فعالة لتفادي الخطط المؤقتة التي لم تُحقق أي نتائج إيجابية خلال العقود الماضية.
ختامًا، شدّد إبراهيم على أنّ حق المواطن في التنقل بأمان يجب أن يكون أولوية، مطالبًا الحكومة باتخاذ خطوات جادة لضمان بيئة مرورية آمنة لجميع المواطنين، بما يعكس تحولًا حقيقيًا في نهج التعامل مع هذا الملف الحيوي.
المصدر: Mtv، كريستال نوار