
على مدار العقود الماضية، ظلَّ الصراع بين حزب الله وإسرائيل في حالة توتر مستمر. يتأرجح بين التصعيد العسكري والمواجهات المحدودة، دون أن ينزلق إلى حرب شاملة. ومع كل مواجهة أو تهديد جديد، تتجه الأنظار إلى ميزان القوى بين الطرفين، حيث يمتلك كل منهما استراتيجياته الخاصة ومحدداته التي تمنعه من الانخراط في معركة مفتوحة.
ورغم أن حزب الله يحرص على تأكيد جهوزيته العسكرية عبر استعراض قدراته الصاروخية والتكتيكية. فإن الواقع يكشف عن معوقات معقدة تحول دون اندلاع مواجهة واسعة. فهل يعود ذلك إلى الحسابات الداخلية والإقليمية؟ أم أن الضغوط المالية والعسكرية تجعل الحزب أكثر حذراً في اتخاذ قراراته؟
التموضع العسكري الجديد
نقل حزب الله عملياته شمال الليطاني، مما أبعده عن مناطق التماس المباشر مع الجيش الإسرائيلي. ورغم امتلاكه لصواريخ بعيدة المدى، إلا أن غياب المواجهة الميدانية المباشرة يفرض عليه استراتيجيات مختلفة.
2- الأزمة المالية
يعاني الحزب من ضغوط مالية أثّرت على دفع رواتب مقاتليه وتمويل برامجه الاجتماعية، مما يقلّص قدرته على خوض معركة طويلة الأمد.
3- تحديات التسليح واللوجستيات
القيود المفروضة على الإمدادات الإيرانية أثرت على وصول المعدات العسكرية المتطورة، ما دفع الحزب إلى تطوير بعض قدراته محليًا.
4- خسائر في القيادات الميدانية
فقدان شخصيات عسكرية بارزة أحدث فجوة في القيادة، ما يستدعي تدريب كوادر جديدة لتعويض هذا النقص.
5- كلفة المواجهات السابقة
لا تزال آثار المواجهات السابقة تؤثر على البنية التحتية والقدرات البشرية للحزب، مما يستدعي وقتًا أطول للتعافي وإعادة التأهيل.
6- التفوق الاستخباراتي الإسرائيلي
يمتلك الجيش الإسرائيلي منظومة متقدمة من التكنولوجيا العسكرية والذكاء الاصطناعي، مما يشكل تحديًا كبيرًا لأي تحرك من جانب حزب الله.
7- الضغوط الداخلية والإقليمية
يواجه الحزب تحديات داخلية متزايدة، بين المطالب الشعبية بتخفيف نفوذه العسكري، والضغوط الدولية الداعية إلى تقليص دوره في المشهد اللبناني.
8- معضلة إعادة الإعمار
يرى الحزب أن إعادة إعمار المناطق المتضررة تخضع لحسابات سياسية، حيث تُطرح شروط تُهدد بتقليص نفوذه في الداخل.
9- الضغط الأمريكي المتزايد
تسعى الولايات المتحدة إلى تكثيف الضغوط على لبنان، في محاولة لدفعه نحو سياسات جديدة قد تؤثر على موقف الحزب في المنطقة.
10- الخيارات المستقبلية
رغم تشديد الحزب على استعداداته العسكرية، إلا أن استراتيجيته الحالية تميل إلى التهدئة، مع ترك الباب مفتوحًا أمام جميع السيناريوهات وفق تطورات المشهد الإقليمي.
في ظل التحديات السياسية والعسكرية والاقتصادية، يبدو أن حزب الله يفضل في الوقت الراهن تجنب مواجهة مفتوحة مع إسرائيل. ومع ذلك، فإن طبيعة الصراع تجعل احتمالات التصعيد قائمة دائمًا، ما لم تطرأ تغييرات جوهرية في المشهد الإقليمي والدولي.
المصدر: اللواء، سمير سكاف