إسرائيل تسعى للتطبيع .. ولبنان يتمسك بموقفه!

يشهد الشريط الحدودي بين لبنان وسوريا تطورات ميدانية متسارعة بعد الاشتباكات العنيفة بين هيئة تحرير الشام ومجموعات مسلحة تابعة لحزب الله، ما أدى إلى إعلان الجيش اللبناني حالة الاستنفار. وجاء هذا القرار بعد توغل مسلحين سوريين في بلدة حوش السيد علي، إضافة إلى تعرض مناطق لبنانية للقصف، الأمر الذي أثار مخاوف واسعة بين سكان القرى الحدودية من تصعيد قد يؤدي إلى فصل جديد من المواجهات العسكرية.

وفي ظل هذه المستجدات، تكثفت الاتصالات بين مسؤولين لبنانيين وسوريين لتعزيز وقف إطلاق النار والتوصل إلى اتفاق يضمن انسحاب المسلحين السوريين بالكامل من الأراضي اللبنانية، على أن يتولى الجيش اللبناني مسؤولية الأمن في المناطق التي يتم إخلاؤها. وبالتزامن مع ذلك، تتزايد المخاوف من أن تؤدي هذه الأحداث إلى توتر أكبر، خصوصًا بعد الاتهامات السورية الأخيرة لحزب الله بدعم مجموعات موالية للنظام السابق في محاولاتها لاستعادة السيطرة على مناطق معينة في الساحل السوري.

ضمن الإطار نفسه، دفعت التداعيات الأمنية القيادة السياسية اللبنانية إلى اتخاذ موقف حاسم لضمان سيطرة الجيش على مناطق التوتر وإغلاق جميع معابر التهريب، في خطوة تهدف إلى الحد من تدفق المسلحين والأسلحة عبر الحدود. ومن المتوقع أن تتزامن هذه الإجراءات مع جهود دبلوماسية بين بيروت ودمشق، حيث يجري التحضير لزيارات رسمية لمناقشة آليات ضبط الحدود وتخفيف التوترات.

في سياق آخر، برزت تطورات تتعلق بالحدود اللبنانية الإسرائيلية، حيث كشفت مصادر أميركية أن إسرائيل أبلغت إدارة دونالد ترامب عن رغبتها في تطبيع العلاقات مع لبنان ضمن إطار تسوية شاملة للنزاعات الحدودية البرية. وأشارت المعلومات إلى أن الإدارة الأميركية قد تتولى التفاوض بشأن هذا الملف عبر موفدها للشرق الأوسط، إلا أن الموقف اللبناني الرسمي لا يزال حذرًا، رافضًا أي تنازلات تمس سيادته.

على الصعيد الداخلي، تتجه الحكومة اللبنانية إلى استكمال التعيينات العسكرية والأمنية، مع التركيز على اختيار حاكم جديد لمصرف لبنان، في ظل التحضيرات لمؤتمر دولي في باريس يهدف إلى تأمين الدعم اللازم لإعادة إعمار ما دمره العدوان الإسرائيلي الأخير. ويعوّل لبنان على دعم الدول الخليجية والدول الصديقة لضمان نجاح المؤتمر، خاصة بعد استبعاد أي دور إيراني نتيجة الأزمة الاقتصادية التي تعانيها طهران.

ومع استعداد رئيس الجمهورية لزيارة باريس نهاية الشهر الجاري، تتزايد التوقعات بإيفاد المبعوث الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت في زيارة تمهيدية، حيث من المتوقع أن يلعب دورًا محوريًا في جهود إعادة الإعمار. ورغم المساعي الدولية لدعم لبنان، يبقى نجاح هذه الجهود مرهونًا بمدى التزام الحكومة بتنفيذ الإصلاحات الاقتصادية المطلوبة، وهو شرط أساسي للحصول على المساعدات الدولية التي يحتاجها لبنان للخروج من أزماته.

المصدر: اللواء، عمر البردان

شارك المقال

WhatsApp
Facebook
Twitter
Email
Telegram
Print

مواضيع ذات صلة: