
يعود المبعوث الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت في 26 آذار الجاري، بعد زيارته الأخيرة في كانون الثاني، حيث حضر جلسة انتخاب العماد جوزاف عون رئيسًا للجمهورية. وتأتي هذه الزيارة في إطار التحضيرات للقاء المرتقب بين الرئيس اللبناني ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمقرر عقده في 28 آذار في باريس، وهي الزيارة الأولى لعون إلى عاصمة غربية منذ توليه المنصب.
أجندة المحادثات بين عون وماكرون
بحسب مصادر دبلوماسية، ستركز زيارة لودريان على تنسيق تفاصيل الاجتماع بين الرئيسين، حيث سيتناول البحث القضايا اللبنانية والإقليمية، مع إصدار بيان ختامي بعد اللقاء. ورغم الطابع البروتوكولي للزيارة، فإنها ستشهد نقاشات معمقة حول ملفات الإصلاح الاقتصادي والإداري، إضافةً إلى التزام لبنان بتطبيق القرارات الدولية، خصوصًا في ما يتعلق بحصر السلاح بيد الجيش اللبناني وتعزيز دوره في حفظ الأمن.
فرنسا وتحضير مؤتمر دعم لبنان
تسعى فرنسا إلى تنظيم مؤتمر دولي لدعم لبنان عسكريًا واقتصاديًا، إضافةً إلى مشاريع إعادة الإعمار. وسيكون هذا الملف محورًا أساسيًا في محادثات عون وماكرون، حيث سيشدد الأخير على ضرورة تنفيذ الإصلاحات الفعلية كشرط لاستعادة الثقة الدولية واستقطاب الدعم من الدول الخليجية والغربية.
ملف الجنوب وانتهاكات إسرائيل
من جانبه، سيطالب الرئيس عون فرنسا والمجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل لوقف انتهاكاتها للسيادة اللبنانية، والانسحاب من المناطق المحتلة جنوبًا، إضافةً إلى إطلاق سراح الأسرى اللبنانيين المحتجزين لديها. وتشير المعلومات إلى أن فرنسا تطرح أفكارًا لإخراج إسرائيل من الأراضي اللبنانية، منها نشر قوات أممية في المناطق التي سيتم إخلاؤها، غير أن هذه المقترحات لا تزال قيد النقاش بين باريس وواشنطن.
تنسيق دولي بأساليب مختلفة
يواصل الثلاثي الدولي، المتمثل بفرنسا والولايات المتحدة والسعودية، التنسيق حول الملف اللبناني، رغم اختلاف أساليب التعامل مع بيروت. فبينما تعتمد واشنطن أسلوب الضغوط المباشرة، تتبع فرنسا نهجًا أكثر دبلوماسية، عبر تقديم الحوافز لجذب لبنان نحو الإصلاحات المطلوبة. ومع ذلك، فإن باريس، التي أبدت اهتمامًا بالاستثمار في مرفأ بيروت وتعيينات حاكمية مصرف لبنان، تدرك أن دورها في لبنان ليس الأقوى، خاصةً بعد التجربة الرئاسية الأخيرة.
تبقى زيارة لودريان محطة أساسية قبل لقاء عون وماكرون، حيث يُنتظر أن تحدد مسار الدعم الدولي للبنان ومدى استعداد المجتمع الدولي لمساعدته على تجاوز أزماته.
المصدر: نداء الوطن، لارا يزبك