كلمة سر فرنسية بشأن حاكم المصرف وأمن الجنوب

التوتر الأمني في الجنوب… وزيارة لودريان تحمل رسائل حاسمة:

عاد الملف الأمني في الجنوب إلى الواجهة مجددًا بعد حادثة إطلاق الصواريخ، التي وفّرت ذريعة لإسرائيل لمواصلة تصعيدها، ولو بشكل محدود، فيما تسعى الدولة اللبنانية إلى احتواء التوتر ومنع انزلاق البلاد إلى حرب جديدة.

تعددت التفسيرات حول دوافع إطلاق الصواريخ، إذ يرى البعض أنها رسالة من “حزب الله” إلى رئيس الحكومة نواف سلام، بعد تصريحاته عن انتهاء معادلة “الجيش والشعب والمقاومة” وحصر السلاح بيد الدولة، بينما يربطها آخرون برسالة إيرانية إلى الولايات المتحدة، تؤكد استمرار نفوذ طهران الإقليمي لتحسين شروط التفاوض. وهناك أيضًا من يضعها في إطار تحركات جماعات فلسطينية أو تدخلات من أطراف أخرى.

في انتظار نتائج التحقيقات الرسمية، يعيش لبنان على حافة أزمة أمنية قد تتفاقم في أي لحظة، ما دفع رئيس الجمهورية جوزاف عون إلى تكثيف اتصالاته مع الأميركيين والفرنسيين سعياً لاحتواء التوتر ومنع تصعيد أوسع.

الدور الفرنسي وزيارة لودريان:

تلعب فرنسا دورًا محوريًا في هذه المرحلة، بصفتها شريكة في لجنة مراقبة الهدنة، حيث تحاول تهدئة الأوضاع ومنع اندلاع حرب شاملة. في هذا السياق، تأتي زيارة المبعوث الفرنسي جان إيف لودريان، بعد زيارة وزيرة خارجية ألمانيا أنالينا بيربوك، التي شددت على ضرورة التزام لبنان بتعهداته وسط التصعيد الأخير في الجنوب.

تترقب السلطة اللبنانية زيارة لودريان، إذ يُتوقع أن يحمل معه توافقًا دوليًا حول تعيين حاكم جديد لمصرف لبنان، وهو ما قد يسرّع انعقاد جلسة حكومية لحسم الملف. وتشير المعلومات إلى أن الرئيس عون كان يفضل كريم سعيد لهذا المنصب، لكن التدخل الفرنسي أرجأ القرار، في وقت تتجه الأنظار إلى المرشحين الثلاثة: كريم سعيد، الوزير السابق جهاد أزعور، ورجل الأعمال سمير عساف، المدعوم فرنسيًا ويحظى، مع باقي المرشحين، بموافقة أميركية.

إلى جانب الملف المالي، تحمل زيارة لودريان رسالة أمنية وسياسية واضحة، إذ من المتوقع أن يعيد التأكيد على التحذيرات الدولية بشأن مخاطر التنصل من اتفاق الهدنة، والتشديد على ضرورة التزام لبنان بالقرارات الدولية، وخصوصًا القرار 1701، في ظل التهديدات الإسرائيلية المتزايدة.

الموقف الفرنسي من الاحتلال والإصلاحات:

تتبنى باريس موقفًا واضحًا حيال استمرار الاحتلال الإسرائيلي للنقاط الخمس في الجنوب، حيث سبق أن اقترحت إرسال قوات فرنسية لتحل محل الجنود الإسرائيليين، وهو ما رفضته تل أبيب. ويسعى لودريان خلال زيارته إلى تقريب وجهات النظر في هذا الملف.

على الصعيد الاقتصادي، سيجدد لودريان الدعوة إلى تنفيذ إصلاحات جذرية كشرط أساسي للحصول على المساعدات الدولية، إذ بات الموقف الدولي واضحًا: لا إصلاحات، لا مساعدات. ورغم منح الدول الكبرى فترة سماح للحكومة اللبنانية، فإنها ليست مفتوحة، ولبنان غير قادر على النهوض دون دعم خارجي.

بعد إنهاء زيارته إلى بيروت، سينتقل لودريان مع الرئيس اللبناني في 28 آذار إلى باريس للقاء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في زيارة تهدف إلى تعزيز التعاون، لكنها لن تؤدي إلى أي مساعدات فعلية قبل التأكد من تطبيق القرار 1701 وسحب السلاح غير الشرعي، إضافة إلى بدء تنفيذ الإصلاحات المطلوبة لإنقاذ مؤسسات الدولة.

المصدر : الان سركيس ، نداء الوطن

شارك المقال

WhatsApp
Facebook
Twitter
Email
Telegram
Print

مواضيع ذات صلة: