
مع إغلاق القوائم الانتخابية غداً الجمعة، يصبح بإمكان وزير الداخلية والبلديات دعوة الهيئات الناخبة، إما يوم الجمعة أو مباشرة بعد عيد الفطر، على أن يكون الحد الأقصى لذلك في 4 نيسان المقبل. يؤكد الوزير أحمد الحجار أن الانتخابات ستُجرى في موعدها دون أي تأجيل.
تتعامل بعض القوى السياسية مع الانتخابات البلدية على أنها “بروفة” للانتخابات النيابية، وهو ما يظهر جلياً من خلال التحالفات التي تُعلن يومياً. يبدو أن حزب القوات اللبنانية الأكثر إصراراً على تسييس الاستحقاق، مستفيداً من نفوذه في بعض البلديات الكبرى. في المقابل، يسعى التيار الوطني الحر إلى إعطاء الانتخابات بُعداً إنمائياً وعائلياً، خشية انعكاسها سلباً على الانتخابات النيابية في أيار 2026.
في قضاء زغرتا، يسعى تيار المردة إلى تعويض خسارتين سابقتين: الأولى في الانتخابات النيابية عام 2022، حيث تقلّص تمثيله إلى نائب واحد، والثانية في السباق الرئاسي، حيث كاد رئيسه سليمان فرنجية أن يصل إلى قصر بعبدا قبل أن تؤول الرئاسة إلى مرشح آخر. من هذا المنطلق، يطمح فرنجية إلى الفوز برئاسة بلدية زغرتا ورئاسة اتحاد بلديات القضاء، الذي يضم 25 بلدية من أصل 32، ليكون ذلك معبراً نحو الانتخابات النيابية المقبلة. في المقابل، يتمسك النائب ميشال معوض بإبقاء الانتخابات البلدية خارج الحسابات السياسية، مؤجلاً المواجهة إلى الاستحقاق النيابي.
لكنّ التحالفات البلدية لا تعني بالضرورة انسحابها على التحالفات النيابية، التي تخضع لحسابات مختلفة تتجاوز التقارب السياسي إلى معادلات انتخابية دقيقة. من هنا، يبرز طرحٌ يدعو خصوم حزب الله، لا سيما المسيحيين منهم، إلى خوض الانتخابات البلدية ثم النيابية بلوائح موحّدة. غير أن هذا الأمر يبدو مستحيلاً في الانتخابات البلدية بسبب الطابع العائلي الذي يطغى على المشهد، فيما يصبح ممكناً في الانتخابات النيابية.
الباحث في “الدولية للمعلومات” محمد شمس الدين يشير إلى أن تحالف القوى المسيحية المعارضة لحزب الله في دوائر جبل لبنان، والشمال، والبقاع الأوسط والغربي، وجزين، لن يُحدث تغييراً جذرياً في المشهد الانتخابي، بل قد يؤدي فقط إلى تحقيق مكاسب محدودة عبر تجميع الأصوات ورفع الحواصل الانتخابية.
ويستشهد شمس الدين بنتائج انتخابات 2022 لتوضيح الأمر:
• في دائرة كسروان – جبيل، تحالف “القوات اللبنانية” و”الكتائب” مع النائب نعمة إفرام سيمنحهم أربعة مقاعد، وهي النتيجة نفسها التي حققوها سابقاً.
• في البترون والكورة، سيبقى عدد المقاعد على حاله إذا تحالف “القوات” مع النائبين ميشال معوض وأديب عبد المسيح ومجد حرب.
• في المتن، يمكن لتحالف القوى المناهضة لحزب الله أن يرفع حصته إلى خمسة مقاعد بدلاً من أربعة.
• في بعبدا، النتيجة ستبقى نفسها مع تغيير في هوية أحد الفائزين، حيث قد يحل ميشال حلو محل النائب كميل شمعون.
بعيداً عن لغة الأرقام، فإن تحالفاً واسعاً للقوى المناهضة لحزب الله قد يمنح زخماً إضافياً للمعركة الانتخابية، ويعزز مشهد التكاتف المسيحي في مواجهة الحزب، الذي باتت الغالبية المسيحية اليوم في موقع الخصومة معه. ولكن، هل ستسمح الحسابات الشخصية والأنانيات بتشكيل مثل هذا التحالف؟
المصدر: داني حداد – خاص موقع Mtv