
لبنان لا يمتلك الكثير من الخيارات لوقف الانتهاكات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار سوى اللجوء إلى الحلول السياسية والدبلوماسية، ورغم ذلك، لم ينجح حتى الآن في إيقاف التمادي الإسرائيلي. فقد استهدفت إسرائيل مجددًا الضاحية الجنوبية لبيروت للمرة الثانية خلال أقل من أسبوع، في وقت تواصل فيه الدول الغربية الضغط على لبنان للوفاء بتعهداته، بما في ذلك وضع حد لإطلاق الصواريخ من الجنوب ونزع سلاح حزب الله، الذي تتخذ إسرائيل منه ذريعة للقيام بعمليات اغتيال ضد قادة الحزب.
ويبدو أن الأمل اللبناني في تدخل أميركي حاسم لوقف انتهاك إسرائيل للسيادة اللبنانية قد يكون مبالغًا فيه، حيث كشف مصدر دبلوماسي لبناني أن نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط، مورغان أورتاغوس، ستزور بيروت قريبًا حاملة رسالتين أساسيتين: الأولى هي ممارسة الضغوط القصوى لنزع سلاح حزب الله، وتشكيل لجان للتفاوض مع إسرائيل حول انسحابها من النقاط الخمس التي تحتلها في جنوب لبنان. أما الثانية، فتتعلق بوضع ترتيبات سياسية لترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل.
من جهته، أكّد المصدر الدبلوماسي اللبناني أن الغارة الإسرائيلية الأخيرة على منطقة الصفير لن تكون الأخيرة، مُحذرًا من أن إسرائيل ماضية في سياسة الاغتيالات ودمار ترسانة حزب الله العسكرية طالما أن الحكومة اللبنانية لم تتحرك بما يكفي. وأضاف المصدر أن الولايات المتحدة تعتبر أن لبنان الرسمي لا يزال يتجنب الاحتكاك بحزب الله، بينما لا يزال عاجزًا عن الالتزام بتطبيق القرارات الدولية، وخاصة القرار 1559.
وفي أعقاب الغارة الثانية، كثف وزير الخارجية يوسف رجّي اتصالاته مع الدول المعنية، خصوصًا الولايات المتحدة، لوضع حد للاعتداءات الإسرائيلية. وأوضح مصدر في الوزارة أن رجّي يواصل جهوده في شرح الموقف اللبناني والدفاع عن الالتزام بتنفيذ القرار 1701، في مقابل استمرار العدوان الإسرائيلي على لبنان.
ورغم محدودية تأثيرها في وقف التصعيد بشكل نهائي، إلا أن الدبلوماسية اللبنانية تبقى قادرة على لعب دور مؤثر في لجم العدوان الإسرائيلي، خاصة إذا تمكنت من تحييد بيروت وضواحيها عن الاستهداف. وأكد السفير اللبناني السابق في واشنطن، أنطوان شديد، أن لبنان يملك رصيدًا دبلوماسيًا مهمًا يمكن الاستفادة منه، لكن الدول المعنية تطالب لبنان أيضًا بالتعهد بعدم السماح بأي خروقات من جانبه، مثل وقف إطلاق الصواريخ ونزع سلاح حزب الله من جميع الأراضي اللبنانية.
المصدر:يوسف دياب – الشرق الأوسط