
التهديدات الإسرائيلية والموقف اللبناني
في ظل التوتر المتصاعد بين لبنان وإسرائيل، يستمر الوضع في الجنوب اللبناني على حاله من التأزم، حيث تواصل إسرائيل تهديداتها بخصوص مسلسل الاغتيالات ضد قيادات حزب الله. كما تروج لإمكانية شن هجمات على مواقع استراتيجية داخل فلسطين المحتلة وخارجها. ورغم تراجع الضغوط الدولية على إسرائيل للانسحاب من المواقع التي تحتلها في جنوب لبنان، ما يزال الجيش اللبناني يواصل استكمال انتشاره على طول الحدود الجنوبية. في هذا السياق، يتوقع وصول الموفد الأميركي إلى الشرق الأوسط، مورغان أورتاغوس، إلى بيروت في الساعات القادمة لإجراء محادثات مع المسؤولين اللبنانيين حول مجموعة من القضايا.
الزيارة الأميركية: ثلاثة محاور أساسية
وفقاً لمصادر متابعة، تتركز محادثات أورتاغوس مع المسؤولين اللبنانيين حول ثلاثة محاور رئيسية. الأول يتعلق بمسألة سحب سلاح حزب الله والتزام الحكومة اللبنانية بتنفيذ ما تم التوافق عليه في هذا الصدد. الثاني يتعلق بقدرة الجيش اللبناني على الانتشار جنوب الليطاني، وضمان أن تكون قرارات الأمن في هذه المنطقة بيد الجيش اللبناني فقط. أما المحور الثالث فيتناول موضوع إعادة الأعمار في المناطق الجنوبية وتعزيز نفوذ الدولة اللبنانية فيها، مع ضمان انسحاب العدو من المواقع المحتلة. في الوقت نفسه، تشير المصادر إلى وجود تباينات داخلية في لبنان بشأن هذه الشروط، حيث يتمسك حزب الله بمواقفه الرافضة لتسليم سلاحه، بينما يشدد رئيس الحكومة على ضرورة تطبيق القرار 1701.
التطورات الإقليمية والتحديات أمام لبنان
على الصعيد الإقليمي، تلقي التطورات في سوريا بظلالها على الوضع اللبناني. فقد تحدثت التقارير عن غارات إسرائيلية على العاصمة السورية دمشق، بينما تقدمت أرتال من الدبابات التركية باتجاه مدينة حمص، في خطوة تهدف إلى إنشاء قواعد عسكرية في سوريا. هذه التحركات التركية تأتي في إطار تعزيز الحماية العسكرية للحدود السورية ومنع إسرائيل من التصرف بحرية في الأجواء السورية. في هذا السياق، يعتبر النائب السابق شامل روكز أن لبنان ليس وحده في دائرة التهديدات، وأن المنطقة بأسرها تشهد تغيرات خطيرة قد تؤثر على استقرار لبنان.
الدعم الدولي وضرورة التحرك الداخلي
في هذا السياق، سعى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الضغط على نظيره الأميركي دونالد ترامب لتخفيف التصعيد الإسرائيلي ضد لبنان، مشدداً على ضرورة إيجاد حلول غير عنيفة لمعالجة ملف سلاح حزب الله. وفي المقابل، حذر النائب وائل أبو فاعور من تصاعد الضغوط السياسية التي قد تؤدي إلى مزيد من التوترات الداخلية، داعياً إلى الوحدة الوطنية خلف موقف الدولة في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية.
مستقبل لبنان في ظل هذه التحديات
تبدو لبنان في مواجهة سلسلة من التحديات السياسية والأمنية في ظل التصعيد الإسرائيلي والمواقف الإقليمية المعقدة. تبقى الحاجة ملحة لتحقيق توافق داخلي حول الاستراتيجية الدفاعية للبلاد، والتركيز على وحدة الموقف الوطني في مواجهة التهديدات الخارجية، سواء كانت من إسرائيل أو من أطراف أخرى في المنطقة.
المصدر : جريدة الانباء الالكترونية