لبنان ٢٠٢٨: مسار نحو الاستقرار والتغيير

يترك زائر القصر الجمهوري انطباعًا مميزًا قبل وصول الموفدة الأميركية مورغان اورتاغوس، حيث يظهر جوزاف عون، الذي لم يتغير بين قيادة الجيش ورئاسة الجمهورية، كأنّه لم يخلع الزي العسكري أبدًا. يبدو الزي وكأنه هو الذي يلبسه، لا العكس. يستخدم كلمة “عِنا” عند الحديث عن الجيش، مع ابتسامة تبريرية. يتمتع بوجه محبب وكلام مباشر ونية طيبة، لكن هذه الصفات رغم جمالها، لا تكفي لصناعة وطن أفضل.

الأمل والقلق يتوازنان في كلام الرئيس عون. هو متفائل بشأن المستقبل، خصوصًا مع الصيف الذي يُتوقع أن يشهد عودة المغتربين وبعض السياح. ومع ذلك، هناك قلق من تدهور الوضع الأمني إذا تم دفع لبنان إلى مواجهة أكبر من قدرته.

في الوقت نفسه، يصرح مصدر نيابي بارز بأن المرحلة المقبلة ستشهد بالتأكيد اضطرابًا أمنيًا، حيث إن إسرائيل، المدعومة من الولايات المتحدة، لن تقبل بأقل من نزع كامل سلاح حزب الله في شمال وجنوب الليطاني.

وفي هذا السياق، يشير مصدر دبلوماسي إلى أن الأسابيع القليلة القادمة ستكون حاسمة بالنسبة للبنان على مستويين. الأول، هو احتمال تعرض لبنان لسلسلة ضربات إسرائيلية قد تعيد أحداث أيلول وتشرين الماضيين، تشمل عمليات اغتيال لمسؤولين في حزب الله وضرب مخازنه شمال الليطاني، وتنتهي بما يمكن تسميته “القضاء على ترسانة حزب الله”. أما الثاني، فيتمثل في توجيه ضربة قوية لإيران، حيث يبدو أن إدارة ترامب تطالب بأكثر من ما قد تكون طهران مستعدة لتقديمه، وقد بدأت هذه الضغوط بالتعبير عن نفسها من خلال تصريحات غير رسمية إيرانية حول التخلي عن دعم الحوثيين، تلاها اتصال هاتفي بين الرئيس الإيراني وولي العهد السعودي.

ويرى المصدر الدبلوماسي أن هناك مساعٍ دبلوماسية، خاصة من قبل فرنسا، لمنع حدوث هذه الضربات، والعمل على تأجيلها لتحقيق نتائج أفضل من خلال التفاوض وليس القوة.

لكن، يبدو أن الحرب المحدودة زمنياً، وكذلك الضربة الإيرانية، قد تكون جزءًا من مسار حتمي، يشكل بوابة للانتقال إلى مرحلة جديدة في لبنان والمنطقة، حيث لا يكون لحزب الله دور عسكري، وتبدأ عملية بناء الدولة بالتوازي مع إطلاق عملية تفاوض بين لبنان وإسرائيل برعاية أميركية، وبين لبنان وسوريا برعاية سعودية.

قد يتطلب هذا السيناريو قرابة العامين ليتم الوصول إلى مرحلة من الاستقرار وبدء الازدهار في المنطقة، خاصة بحلول نهاية ولاية دونالد ترامب في 2028. من المؤكد أن لبنان سيكون في وضع أفضل، حتى وإن لم يستعد كامل قوته الاقتصادية. لكن من المهم أن يتأنى المتعجلون في مطالبهم من جوزاف عون.
المصدر:داني حداد – خاص موقع Mtv

شارك المقال

WhatsApp
Facebook
Twitter
Email
Telegram
Print

مواضيع ذات صلة: