
تزداد التوترات بين الولايات المتحدة وإيران مع اقتراب انتهاء المهلة التي منحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب لطهران للتوصل إلى اتفاق نووي جديد. في وقت تترقب فيه المنطقة ما ستؤول إليه الأمور، يراهن ترامب على تعزيز استقرار الشرق الأوسط والعالم من خلال «لغة العقل»، التي قد تعود بالفائدة على نظام الجمهورية الإسلامية المتأزم والشعب الإيراني الذي يعاني من وطأة العقوبات الاقتصادية الأميركية والغربية.
وفي حين يشتد التصعيد بين الولايات المتحدة و«نظام الملالي»، فإن هناك حربًا أخرى مشتعلة بالفعل في اليمن، حيث يتلقى الحوثيون ضربات أميركية متزايدة، مما يضعف أحد أبرز الأذرع الإيرانية في المنطقة. وفي هذا السياق، نقلت صحيفة «تلغراف» البريطانية عن مسؤول إيراني رفيع قوله إن طهران أمرت قواتها العسكرية بمغادرة اليمن، ما يشير إلى احتمال تخليها عن الحوثيين في هذه الأوقات العصيبة لتجنب التصعيد مع الإدارة الأميركية.
في ظل هذه المعطيات، يتجه ترامب نحو دفع إيران للقبول بشروطه من خلال الاتفاق النووي الجديد، لكنه في ذات الوقت يضع جميع خياراته العسكرية على الطاولة. إذ يبدو أن الوقت قد حان لاستخدام الضغط العسكري بعد استنفاد الوسائل الدبلوماسية والعقوبات الاقتصادية. إلا أن السياسة الأميركية في المنطقة تتسم بحسابات دقيقة، تختلف عن الحسابات الإسرائيلية، التي تميل بشكل أكبر نحو الخيار العسكري في مواجهة إيران.
في هذه الأثناء، تختار إيران نهجًا متمثلًا في «توزيع الأدوار»، حيث يهدد المرشد الأعلى علي خامنئي بالرد القاسي على أي هجوم ضد بلاده، بينما يؤكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أن طهران لا تتهرب من المفاوضات وأن سلوك واشنطن هو الذي سيحدد مصيرها.
ويبقى السؤال: هل ستتمكن إيران من التفاوض على حافة الهاوية لتجنب الحرب النووية، أم أن السيناريو العسكري الأسوأ سيكون لا مفر منه، ما يؤدي إلى تطورات كارثية تشهدها المنطقة بأسرها؟
المصدر : نايف عازار – نداء الوطن