لبنان اولا: طريق المطار بلا شعارات

ينشغل الداخل والخارج بملفّ بالغ الأهميّة يُعدّ مفصلياً في تحديد مستقبل لبنان، وهو مسألة نزع سلاح “حزب الله”. إلا أن ثمّة أولوية لا تقلّ إلحاحاً، ينبغي أن تتكاتف الجهود لتحقيقها، وهي إعادة بناء الدولة بصورة تُظهر هيبتها وهيكلها، في النفوس قبل النصوص، وفي السلوك قبل الاتفاقيات.

ورغم انطلاق عهد جديد بقيادة رئيس الجمهورية جوزاف عون، وما يحمله من أمل باستعادة لبنان كمكانٍ يحتضن جميع أبنائه، لا تزال الكثير من المناطق اللبنانية تعجّ بالأعلام الحزبية وصور الزعماء، في ظل غياب العلم اللبناني، الذي يجب أن يكون حاضراً في كل زاوية من الوطن، وعلى مداخل المدن والبلدات، لا سيما على طريق المطار، بوابة لبنان إلى العالم. واللافت أن صور بعض المرشحين والسياسيين لا تزال مرفوعة منذ انتخابات 2022، وكأن الزمن توقّف هناك.

وفي هذا السياق، ضجّت بعض منصّات التواصل الاجتماعي مؤخراً بخبر إزالة صور تعود لرموز من “حزب الله” على طريق المطار، وسط تضارب المعلومات بشأن الجهة التي تقف خلف هذه الخطوة. لكن مصادر لموقع mtv أكدت أنّه “لم يُصدر أي قرار رسمي حتى الآن بشأن إزالة الصور والشعارات الحزبية عن طريق المطار”، مشيرة إلى أنّ وزير الداخلية والبلديات أحمد الحجار بذل جهوداً كبيرة في هذا الملف، من خلال التواصل مع شركات الإعلانات والعمل على معالجة كل حالة بشكل منفرد. وأضافت المصادر أنّ “الإجراء ذاته سيتم تعميمه على باقي المناطق اللبنانية”، وهو ما يُعد خطوة إيجابية تُسجّل للوزير، خاصةً لناحية تطبيق المساواة بين مختلف المناطق وتكريس صورة الدولة القوية والعادلة.

التحضير لموسم الصيف يبدأ من هنا، كما يبدأ منه تسويق لبنان كوجهة سياحية عالمية. أما التطلّع لرفع الحظر عن مجيء الزوار الخليجيين، فلا يجب أن يبقى أمنية بل يتحوّل إلى واقع عبر خطوات عملية، تبدأ ببسط سلطة الدولة فعلياً ورمزياً، وفصل الطرقات العامة عن التجاذبات السياسية، ورفع العلم اللبناني وحده، إلى جانب شعارات ترحّب بالزوار وتعكس وجه لبنان الجميل لا خلافاته.

وقد قال الرئيس جوزاف عون في خطاب القسم: “واجبنا أن نعتبر أنفسنا ملك لبنان، لا أن نعتبر لبنان ملكاً لنا”، وهي عبارة تستحق أن تُطبع على يافطات ضخمة وتُعلّق على طريق المطار وفي كل زاوية من زوايا الوطن. فهل بدأت فعلاً حملة “لبننة” الفضاء العام؟
المصدر :جيسيكا حبشي – خاص موقع Mtv

شارك المقال

WhatsApp
Facebook
Twitter
Email
Telegram
Print

مواضيع ذات صلة: