
نجح الرؤساء اللبنانيون في احتواء الضغوط الأميركية، مع نجاحهم في استيعاب الرسائل التحذيرية التي وجهتها المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس، بينما اتضحت حدود الضغط الأميركي المتواصل في إطار تعزيز قدرة الدولة اللبنانية على استكمال بسط سيادتها على الأراضي اللبنانية. ويشمل ذلك محاربة السلاح غير الشرعي وتفعيل الاستراتيجيات الأمنية الوطنية، بالإضافة إلى تسريع الإصلاحات الإدارية والمالية، خاصة في ظل المفاوضات المرتقبة مع البنك الدولي وصندوق النقد الدولي.
وتتزامن هذه المفاوضات مع فترة حساسة لبلاد الأرز، في وقت تتواصل المساعي السياسية لمعالجة القضايا العالقة. في هذا السياق، أكدت وكالة “رويترز” نقلاً عن مسؤولين عراقيين، أن عدة فصائل مسلحة مدعومة من إيران في العراق أبدت استعدادها لنزع سلاحها لتجنب التصعيد مع إدارة ترامب. هذا التطور قد ينعكس أيضًا على لبنان في المستقبل القريب.
حصر السلاح في لبنان: خطوات جادة
في سياق مماثل، ناقش الرئيس جوزاف عون مع رئيس مجلس النواب نبيه بري في بعبدا الأوضاع الأمنية في الجنوب، بالإضافة إلى نتائج زيارة أورتاغوس الأخيرة والخطوات اللازمة لتنفيذ الإصلاحات الضرورية في لبنان. الرئيس عون أشار إلى ضرورة تكثيف الجهود لإتمام التشريعات الإصلاحية في مجلس النواب، مع تسليط الضوء على الخروقات الإسرائيلية لقرار وقف إطلاق النار. كما كشف عن الإجراءات المتخذة لتفكيك المخيمات الفلسطينية غير القانونية في الشمال، بالإضافة إلى المصادرة والتدمير للأسلحة التي كانت تحت سيطرة مجموعات مسلحة.
وفيما يتعلق بسلاح حزب الله، أكد عون أن الحوار هو الحل الأمثل، مشددًا على أن السلاح يجب أن يكون تحت سيطرة الدولة فقط، وأن الحزب هو جزء من مكونات المجتمع اللبناني. من جهته، أكد رئيس الحكومة نواف سلام تصميمه على حصر السلاح بيد الدولة، مع التأكيد على أهمية إقرار القوانين الإصلاحية في مجلس النواب، من بينها القوانين المتعلقة بالقطاع المصرفي والاستقلال القضائي.
إقليمياً: قمة فرنسية-عربية لبحث استقرار لبنان
على الصعيد الإقليمي، استضافت العاصمة المصرية القاهرة لقاءً ثنائيًا بين الرئيسين المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، حيث تم التركيز على ضرورة دعم استقرار لبنان، والتأكيد على التزام البلدين بتطبيق القرار الدولي 1701. وقد أكد السيسي على ضرورة تنفيذ هذا القرار بشكل كامل لضمان استقرار المنطقة.
وفي السياق نفسه، شهدت القاهرة قمة ثلاثية ضمت الرئيسين السيسي وماكرون وملك الأردن عبد الله الثاني، حيث تم التركيز على دعم لبنان ووحدته ورفض تهجير الفلسطينيين من غزة. كما تم مناقشة التعاون الإقليمي في مجالات الطاقة والغاز، وحماية الأمن القومي للمتوسط، مع التأكيد على أهمية تحصين اتفاق وقف الأعمال العدائية في لبنان.
التفاوض مع إيران: تداعيات على لبنان
أهم ما يلفت الانتباه في المشهد الإقليمي هو إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن بدء المفاوضات المباشرة مع إيران، التي من المتوقع أن تكون جولة حاسمة في المنطقة. في حال التوصل إلى اتفاق، ستحقق المنطقة تقدمًا، بينما سيكون لبنان من أبرز الدول المتأثرة بمسار هذه المفاوضات. في المقابل، إذا فشلت هذه المفاوضات، فقد يؤدي ذلك إلى تصعيد خطير يتجاوز التوقعات.
المصدر: جريدة الأنباء الالكترونية