السلاح مقابل السيادة: لبنان يربط نزع سلاح “حزب الله” بانسحاب إسرائيل

يربط لبنان فتح باب النقاش حول سلاح “حزب الله” بانسحاب إسرائيل من المواقع التي لا تزال تحتلها في الجنوب، إضافة إلى استعادة الأسرى اللبنانيين، في وقت تشهد فيه الساحة السياسية حراكاً رسمياً مكثفاً لمعالجة هذا الملف. التحرك يأتي على وقع زيارة نائبة المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط، مورغان أورتاغوس، إلى بيروت، حيث شدّدت على ضرورة معالجة مسألة السلاح في أسرع وقت ممكن.

مصدر وزاري لبناني أوضح لصحيفة “الشرق الأوسط” أن الأولوية في المرحلة الراهنة تكمن في استرجاع الأراضي اللبنانية المحتلة، وتسوية النقاط الـ13 المتنازع عليها على الحدود البرية، إلى جانب تحرير الأسرى. وأضاف أن تحقيق تقدم في هذه الملفات سيفتح الباب أمام نقاش متوازٍ مع “حزب الله” بشأن مسألة سلاحه، مؤكداً أن نجاح الحوار مرهون بتوفير مناخ مؤاتٍ ينطلق من انسحاب إسرائيلي واضح.

من جانبه، لا يعارض “حزب الله” من حيث المبدأ فتح النقاش، إذ نقلت وكالة “رويترز” عن مسؤول كبير في الحزب قوله إن الجماعة مستعدة لمناقشة سلاحها ضمن استراتيجية دفاع وطني، شرط انسحاب إسرائيل من خمس نقاط في الجنوب ووقف اعتداءاتها. الموقف نفسه ينسجم مع توجه الحكومة اللبنانية، إذ يستعد رئيسها نواف سلام للدعوة إلى جلسة يُفترض أن يقدّم فيها وزير الدفاع ميشال منسى تصوّراً حول آليات بسط سلطة الدولة وسيادتها على كامل الأراضي اللبنانية وحصر السلاح.

وفيما تتنوع المقترحات حول كيفية معالجة هذا الملف، تتفق مختلف الأطراف على ضرورة تجنّب أي صدام داخلي، وعلى أن الحوار هو الخيار الوحيد المطروح. نائب “حزب الله” علي المقداد أكد أن الحزب منح الدولة كامل الثقة في حماية لبنان، بعيداً عن الخلاف على آلية التنفيذ، مشدداً على أن المهم هو حماية البلاد من الخروقات والاعتداءات.

قائد الجيش اللبناني العماد رودولف هيكل بدوره أبلغ أورتاغوس خلال لقائهما الأسبوع الماضي رفض المؤسسة العسكرية استخدام القوة لنزع السلاح، محذّراً من تداعيات أي مواجهة محتملة بين الجيش و”حزب الله”. أما الجانب الأميركي، فطالب بخطوات عملية متدرجة، مع التأكيد على ضرورة حصر السلاح بيد الدولة، كما أوضحت أورتاغوس في تصريحات إعلامية لاحقة.

وفي تطور لافت، نقلت “رويترز” عن مصادر مطلعة أن “حزب الله” يدرس فكرة تسليم أسلحته الثقيلة، بما فيها المسيّرات والصواريخ المضادة للدبابات، شمال نهر الليطاني، ضمن اتفاق يهدف إلى تعزيز دور الجيش اللبناني. وأضافت المصادر أن رئيس الجمهورية جوزاف عون يتحرك على خط الاتصالات مع المعنيين لتهيئة الأرضية لحوار وطني شامل، فيما يُنتظر أن يلعب رئيس البرلمان نبيه بري دوراً محورياً في تقريب وجهات النظر، وبلورة تصور حول المرحلة المقبلة.
المصدر:نذير رضا – الشرق الأوسط

شارك المقال

WhatsApp
Facebook
Twitter
Email
Telegram
Print

مواضيع ذات صلة: