السياحة قادمة… فهل تستعد الحكومة كما يجب؟

مع اقتراب موسم السياحة والاصطياف، لا بد أن تضع الحكومة هذا الملف في صدارة أولوياتها، إلى جانب تسهيل حركة الطيران، وتطوير إجراءات المطار، وتفعيل دور وزارة السياحة والمفتشين السياحيين. لكن من الضروري أيضاً معالجة الفوضى المتفشية، وفي مقدمتها الانتشار العشوائي للدراجات النارية التي باتت تجتاح شوارع العاصمة وأرصفتها، مهددة أمن المارة والمواطنين في غياب أي رقابة أو ضبط.

وفي السياق نفسه، يجب التصدي لظاهرة التسول المنتشرة بشكل شبه منظم، إذ يُلاحظ وجود المتسولين، أحياناً مع عائلاتهم، على مفارق الطرق والتقاطعات الرئيسية، قرب الفنادق والمطاعم والمرافق السياحية، ما يسيء إلى صورة لبنان أمام الزوار ويعطي انطباعاً بتراخي الدولة.

المطلوب من الوزارات والإدارات المعنية اتخاذ إجراءات سريعة وفعالة لضمان حسن استقبال السياح العرب والأجانب، وتسهيل دخولهم وتنقلاتهم، مع توفير أجواء أمنية مريحة. ولكن لا يكتمل هذا المشهد الإيجابي ما لم يتم ضبط الفوضى في الشوارع، خصوصاً الدراجات النارية وظاهرة التسول، لما تسببه من مضايقات، ومخاطر على السلامة العامة، وتشويه لصورة لبنان السياحية.

من مصلحة لبنان أن يُباشر فورًا بوضع حد للفلتان والفوضى، لتقديم صورة أكثر استقرارًا وجاذبية مقارنة بالسنوات الماضية، وتشجيع السياح على زيارة البلاد.

ولا يجوز تبرير التقاعس الحالي بحجج الظروف القاهرة أو ضعف الإمكانيات، لأن ذلك سيُبقي الإجراءات ناقصة ويحدّ من فعاليتها.

إن نجاح الموسم السياحي المقبل يتوقف على خطة متكاملة، تشمل كل مراحل زيارة السائح، من لحظة وصوله حتى مغادرته. أي خلل في تنفيذ هذه الخطة أو تجاهل جزء منها، قد ينعكس سلباً على النتائج ويخيّب الآمال. لذلك، من واجب الحكومة أن تبدأ من الآن، وتتحرك بشكل متوازٍ على مختلف المستويات لضمان موسم سياحي ناجح
المصدر:معروف الداعوق – اللواء

شارك المقال

WhatsApp
Facebook
Twitter
Email
Telegram
Print

مواضيع ذات صلة: