أطفال يتعرضون للموت مرتين في شوارعنا!

الجرائم بحق الطفولة لا تزال تثير القلق في مجتمعنا، حيث تتزايد ظاهرة التخلّص من الأطفال حديثي الولادة في ظروف مأساوية. ففي الوقت الذي نحتفل بالحياة ونشاهد أطفالنا ينمون، نشهد آخرين يسعون لإنهاء حياة طفل بريء قبل أن تبدأ، عبر رميهم على الطرقات، بلا رحمة أو تردد.

وفي حادثة مروّعة الشهر الماضي، تم العثور على طفلتين ملقى بهما قرب دكانة على طريق المطار في بيروت، في مشهد قاسٍ مع حاجتهما الماسة إلى الحليب والملابس، دون أن تتوفر أية معلومات إضافية حول القائم بهذا الفعل. وفي حادث آخر، وُجد طفل حديث الولادة مرميّاً في إحدى مناطق طرابلس، في مشهد يثير تساؤلات حول تزايد هذه الظاهرة المقلقة.

يكشف الباحث في “الدوليّة للمعلومات” محمد شمس الدين أن هذه الحوادث لا تزال متكررة، حيث تم رصد 11 حالة في العام الماضي و9 حالات في 2023، معظمهم من الرضع لا تتجاوز أعمارهم بضع أيام. الأسباب التي تقف وراء هذه الظاهرة تتراوح بين الحمل غير الشرعي وتردّي الأوضاع المعيشية، ما يدفع بعض الأمهات إلى التخلص من أطفالهن بتركهم في الشوارع أو أمام مؤسسات دينية أو خيرية.

وتؤكد الاختصاصية في العمل الاجتماعي وحماية الطفولة، حياة حمود، أن “لا مبرر أخلاقيًا لهذا التصرف، بل هو جريمة بكل المقاييس”، مشيرة إلى أن الأهل قد يظنون أن الطفل سيحظى برعاية أفضل في مكان آخر، وهو اعتقاد غير مضمون بتاتًا.

وفي حال العثور على الطفل، يتم تسليمه للجهات المعنية وفتح ملف حماية له، حيث يتم متابعته من قبل قاضي الأحداث ومندوب الأحداث. ولكن هذا الحل يواجه تحديات عديدة، لا سيما فيما يتعلق بمؤسسات الرعاية، التي قد تكون في بعض الأحيان بيئة غير آمنة أو تعرض الأطفال للإهمال.

وتشدد حمود على ضرورة تعزيز التنسيق بين الحكومة والجمعيات والمجتمع المحلي، للعمل على حماية الأطفال وضمان حقوقهم، كما تطالب بتشديد الرقابة على مؤسسات الرعاية لضمان عدم تعرض الأطفال للإيذاء مجددًا.

هذه المشاهد المروعة تسلط الضوء على أزمة عميقة في مجتمعنا، وتعكس الواقع المرير للأطفال الذين يُتركون في الشوارع بعيدًا عن الحماية والرعاية. ورغم تقدمنا في الزمن، يبقى السؤال الأهم: متى ستنتهي هذه المأساة، ويعيش أطفالنا في بيئة آمنة، بعيدًا عن الإهمال والتخلي؟

المصدر : كريستال النوار – mtv

شارك المقال

WhatsApp
Facebook
Twitter
Email
Telegram
Print

مواضيع ذات صلة: